كلنا يذكر مركب الموت الذي غرق قبالة شاطئ طرابلس، والذي كان على متنه أكثر من 70 راكباً كانوا يتوجهون الى الشواطئ الأوروبية هرباً من الفقر والجوع الذي بات يُهدّد العائلات كافة في لبنان.
بالأمس القريب لاحت بارقة أمل لأهالي الضحايا عبر مبادرة خاصة لإنتشال المركب ومعرفة مصير العشرات ممن غرقوا، وتُفيد المعلومات لـ “ليبانون ديبايت” أنّ النائب أشرف ريفي بادر عن طريق شقيقه في أستراليا بتأمين غواصة تستطيع الوصول إلى العمق المفترض لغرق المركب، وذلك عبر شركة خاصة في إسبانيا.
وطلب النائب ريفي مساعدة الجيش اللبناني الذي لم يتأخّر في تلبية هذا النداء، وتواصلت الفرق البحرية للجيش مع الشركة لتأمين الأمور اللوجستية والتقنية للفريق، وهذا ما حصل مع وصول الغواصة الى بيروت حيث نقلها الجيش إلى طرابلس ورافق عملها في كل مراحله.
وتوضح المعلومات أنّ الجيش طلب من فريق الغواصة تصوير المركب من جوانبه كافة لدحض الشائعات عن قيام مركب الجيش عند وقوع الكارثة بضرب المركب مما أدّى إلى غرقه.
وهذا ما حصل وأظهرت الصور عدم وجود ضربات في جسم المركب من كل الجهات.
ولكن المأساة أنّه عندما حاول الغواصون انتشال الجثث تحلّلت إحداها كلياً، وعلى الإثر أوقف الفريق عمله وأبلغ المعنيين أنّه يستحيل انتشال أي جثة حتى أنّه يستحيل انتشال ما يمكن أن يُساعد على إجراء فحص الحمض النووي.
ووفق هذه المعطيات إتُّخذ القرار بعدم تحريك المركب من مكانه لا سيّما أنّ هناك ثمة معوقات طبيعية تُعثّر انتشاله من عمق 461 متر.
وعليه، مشروع انتشال المركب هذا قد يكون محكوم عليه بالفشل منذ البداية، لكنّه حسم الجدل حول غرق المركب ومصير ركّابه الذين دُفنوا داخله في أعماق البحار.