كتبت جان ماري سولاج في الجمهورية
يعيش اللبناني كابوساً يومياً في ظل الأزمات المادية والمعيشية، لكنه يحاول كسر حاجز الاكتئاب بسهرة «خفيفة نضيفة» لمحاولة نسيان أنه يموت داخل بلاده.
يغادر اللبناني عمله الذي يتقاضى فيه معاشه «المحترم عالـ 1500»، ويذهب الى الصرّاف لتحويل 100 $ كي يسهر ويفرح قليلاً.
باتت المشكلة أخطر وأكبر من صرف الدولار للسهر، فحسابياً: السهرة تحتاج مبلغاً صغيراً، نسبة لـ»شبيحة» الفاليه باركينغ.
ليلة الأربعاء، شهدت إحدى الزميلات ما لا يصدق. تكلّفت على سهرة مبلغ 600 $!.
الرقم صادم، «المينيموم شارج» في mezcaleria، مليون ليرة أي ما يوازي 30 دولاراً، والـ570 $ «فدا فالية شركة vip».
قرر شباب الـ vip «التشفيط والتكزدر» بسيارة الزميلة، التي انصدمت عند مغادرتها السهرة، بعد اكتشافها أنّ «الشباب الطيّبة» قد استهلكوا صفيحة من البنزين، غيّروا الموسيقى، «فكّوا الأوتوبلوك للتشفيط» ولم يتركوا إشارة على تابلو السيارة، من الزيت الى البنزين الى تنفيس الدواليب «بسبب التشفيط» إلّا و«خَلّوها تضوي».
قررت الشابة التكلم مع المسؤول عن الشركة، لكنّ المفاجأة كانت بهجوم شباب الفاليه عليها، والتطاول عليها والطلب منها المغادرة بحجّة «ما خَصّنا، انتَزَعوا معِك بَس طلعتي بالسيارة».
هل من يحاسب «زعران الفاليه»؟ هل يقبل مكان مثل mezcaleria تسليم «شبّيحة» سيارات روّاده؟ هل أصبح لبنان بلد «القوي على الضعيف»؟ وهل يقبل صاحب شركة «vip» هذه المعاملة مع إحدى بناته أو زوجته؟
«شبّيحة» الفاليه أصبحوا في كل مكان، إحتلّوا الطرقات الخاصة والعامة، والآن… يحاولون احتلال سيارات الناس للتسلية، والتشفيط والتكسير… بَس بَدّك تسهر، ما تسهر VIP.