طالب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بالتعويض على المتضررين بتفجير المرفأ، خلال ترؤسه قداساً لراحة نفس ضحايا تفجير المرفأ في كاتدرائيّة مار جرجس في وسط بيروت يحيط به راعي الابرشيّة المطران بولس عبدالساتر والمطران بولس صيّاح وبمشاركة لفيف من المطارنة والاباء العامين والكهنة والرهبان والراهبات وعدد من الشخصيات السياسيّة والاجتماعيّة واهالي الضحايا وعدد من الجرحى.
وبعد الانجيل المقدّس القى البطريرك الراعي عظةً من وحي المناسبة اكّد فيها اننا “نؤمن بقيامة بيروت ومعها لبنان فيعود بلدنا منارة الشرق وجامعة الشرق ومستشفى الشرق ومصرف الشرق ووطن التلاقي والحوار.
وقال: نرفع صوت الغضب بوجه كلّ المسؤولين أيًّا كانوا وأينما كانوا ومهما كانوا أولئك الذين يعرقلون التحقيق كأنّ ما جرى مجرّد حادث تافه وعابر لا يستحقّ التوقف عنده ويمكن معالجته بالهروب أو بتسوية أو مقايضة كما يفعلون عادةً في السياسة.
نحن اليوم أمام جريمتين هما جريمة تفجير المرفأ وجريمة تجميد التحقيق فالتجميد لا يقلّ فداحةً عن التفجير لأنّه فعلٌ متعمّد وإراديّ بلغ حدّ زرع الفتنة بين أهالي الضحايا.
وتابع الراعي: المطلوب أن يستأنف قاضي التحقيق العدلي عمله وصولاً إلى الحقيقة في تفجير المرفأ ولا نتّهم أحداً ولا نبرئ أحداً فالمواطنون يُريدون العدالة ونرفض أن يكون بعض المتهمين طليقين وبعضهم الآخر أبرياء ومعتقلين.
لقد طالبنا منذ اليوم الأول لتفجير المرفأ بتحقيقٍ دوليّ إذ أنّ الجريمة قد تكون ضدّ الإنسانية في حال تبيّن أنّها عملٌ مدبّر وأتت تعقيدات التحقيق المحلي والعراقيل السياسية لتعطي الأحقية في تجميد المطالبات بالتحقيق الدولي، ولا يحقّ للدولة أن تمتنع عن إجراء تحقيقٍ محلي وتُعرقل في المقابل إجراء تحقيقٍ دولي والمستغرب أنّ جريمة تفجير المرفأ غريبة عن اهتمامات الحكومة لا بل أنّ بعض وزرائها يتغافل عنها وبعضهم الآخر يُعرقل سير العدالة من دون وجه حقّ.
وختم قائلاً: جميع الكوارث التي تحصل في العالم يُحفَظ جزء منها لذاكرة التاريخ كشاهد لما حصل وهذا ما فتئ يطالب به أهالي الشهداء بالنسبة إلى حماية الإهراءات من السقوط وهي الشاهد الناطق لجريمة تفجير المرفأ المسماة بجريمة العصر ولماذا لم تستعينوا بمؤازرة الدول المجاورة والصديقة لإطفاء النيران في الإهراءات وكأنّ المقصود تدميرها ومحو الذاكرة؟!