بات من المؤكد أن الرسالة التي نشرها حزب الله ستكون الأولى على جدول أعمال هوكشتاين الذي يحمل معهه إقتراحاً جديداً من قبل إسرائيل بحسب ما ورد عن وزيرة الطاقة كارين ألهرار، وهي تؤكد أن مواصلة سياسة تقطيع الوقت ستؤدي إلى تفعيل ما عرضته كاميرا الإعلام الحربي للمقاومة.
ولفتت أن إسرائيل تقدّم للمرة الأولى إقتراحاً جدّياً للبنان ما أشار إلى أن رسالة المقاومة أجبرت إسرائيل الى تغيير مسار تعاملها، مع أنها وصفت الحل ب”الخلاق” إلا أن مسؤولين إسرائيليين أوضحوا أن الإقتراحات التي قدّمها اللبنانييون لهوكشتاين لا يبنى عليها.
ويتقاطع ذلك مع محاولة ألهرار الترويج بأن لبنان أمام خيارين: «إما البقاء في انهيار اقتصادي أو الانضمام الى الدول المستخرجة للغاز في المنطقة»، في إشارة الى أن على لبنان أن يقبل بالعرض الإسرائيلي وأنه الحدّ الأقصى الذي لن يقدم كيان العدو أكثر منه. والواضح، أيضاً، أن المعادلة الإسرائيلية تنطوي على دعوة صريحة الى عدم التكامل مع المقاومة التي وفّرت عنصر قوة يمكن تصريفه على طاولة المفاوضات، وأعادت التوازن الى المعادلة التي كلفت لبنان 12 عاماً من المفاوضات، استطاع خلالها العدو أن ينقّب ويستخرج ويصدّر ثرواته، فيما ثروات لبنان مدفونة في الأرض وعرضة للنهب
ولم تترك إسرائيل المجال لتحليل رسالتها الصريحة، إذ دعت وزيرة الطاقة اللبنانيين إلى أن «لا تسمحوا لجهات متطرفة بإفساد الأمر عليكم»، في إشارة الى حزب الله. وهو أمر يكشف ح حجم المخاوف الإسرائيلية من أن تواكب الدولة اللبنانية، بقياداتها الرسمية، المقاومة في ضوء ما وفرته من عناصر قوة وتغيير جذري في المعادلة. لكن، ما لم تقله وزيرة الطاقة صراحة، يعبّر عنه كثير من الخبراء في كيان العدو، بالإقرار بالمعضلة التي تواجه إسرائيل في حال خضوعها لمطالب لبنان والمقاومة، وما سيترتّب عن ذلك من نتائج وتداعيات استراتيجية خطيرة؛ من ضمنها تعزيز قوة ردع المقاومة وتقويض صورة الردع الإسرائيلية. أما إذا رفضت تلبيتها، فإنها ستتورط في مواجهة كبرى هي أكثر من يدرك نتائجها وتداعياتها على أمنها القومي.