أشْعلت تغريدة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عبر “تويتر” ردوداً واسعة، لِما حملته بين السطور من اتهامات “مبطّنة” في موضوع توقيف المطران موسى الحاج، فهو، وإنْ طالب بالتهدئة بدل الضجيج، إلّا أنّه أثار “الضجيج” عندما قال في تغريدته: “من ناحية أخرى نرفض الإستغلال الإسرائيلي لمقام رجال الدين في محاولة تهريب الأموال لمآرب سياسية”.
وتُفسِّر مصادر مُتابعة للملف، أنّ جنبلاط اعتاد التموضع في الوسط عند الإستحقاقات الكبرى، فهو يستغلّ اليوم الموقف من قضية توقيف المطران الحاج، ليُعلن تموضعه الجديد في الوسط، على أعتاب الإستحقاق الرئاسي وموضوع ترسيم الحدود، وهو في موقفه الوسطي هذا، لا يريد “كسر الجرّة” مع بكركي بعد التقارب بينهما، وكذلك لا يُريد القول إذا كان هناك من شُبهة، لنَدع القضاء يأخذ مجراه، وبالطبع هذا الموقف يتماهى مع موقف القاضي فادي عقيقي، الذي طلب الإستماع إلى المطران الحاج ليقطع الشكّ باليقين.
وتغمُز المصادر من قناة جنبلاط، مشيرةً إلى أنه يَملك بالطبع المُعطيات التي تؤكّد تورّط المطران بنقل أموال عن علم أو غير علم إلى عملاء مجنّدين في الداخل، وإلاّ لم يقل: “نرفض الإستغلال الإسرائيلي لمقام رجال الدين”.
وتحتمل التغريدة وفق المصادر شقيْن:
ـ إنّ جنبلاط يُلمّح إلى إرتباط يُورّط المطران مع عملاء في الداخل اللبناني تستفيد منه إسرائيل.
ـ والشقّ الثاني، يتعلّق حتماً بالطائفة الدرزية، بعد المعلومات عن أنّ قسماً من الأموال المنقولة كانت تخصّ مشيخة العقل تحت عنوان المساعدات، فحاول جنبلاط الإيحاء إلى المشيخة على شكل نصيحة، أنْ لا تستمرّ بقبول الأموال من العملاء في الداخل الإسرائيلي، حتى لا يتمّ توريط الطائفة برُّمتها بهذا الموضوع.
لذلك، تعتبر المصادر أنّ التغريدة حمّالة أوجه، ومنها نصيحة إلى بكركي، أن تنصح مطرانها بالذهاب وأداء واجبه الديني بعيداً عن موضوع نقل أموال أو التورّط مع عملاء.
وتُشدّد المصادر، على أنّ جنبلاط يملك مُعطيات عن التحقيقات التي جرت مع المطران، ولذلك ركّز على عدم توريط رجال الدين، لا سيّما أنّ لائحة الأسماء التي ضُبطت مع المطران تضمّ أسماء عدد من المُشتبه بهم بالتواصل مع العدو الإسرائيلي.
وتلفت المصادر، إلى أنّ الأموال التي ينقلها المطران بالنسبة إلى القانون، هي أموال مشبوهة المصدر، لذلك، يحقّ للقاضي فادي عقيقي مصادرتها وسؤال المطران حول مصدرها وهدفها.
وعن اعتبار البعض أنّ موقف جنبلاط هذا هو نتيجة للتقارب المستجدّ مع “حزب الله”، تلفت المصادر، إلى أنّ التواصل بين “الحزب” والحزب التقدمي الإشتراكي، لا سيّما في مناطق التماس بين الجبل والضاحية، مستمرّة لمنع أيّ احتكاك ممكن.
لكن كما ترى المصادر، فإنّ جنبلاط يسعى للتموضع الوسطي حاليّاً بانتظار ما سيحمله موضوع الترسيم والإستحقاق الرئاسي، وهو أيضاً لا يخدمه توريط إسم الحزب الإشتراكي ومشيخة العقل في موضوع عمالة، لأن للحزب الإشتراكي موقفه الواضح من إسرائيل.