كتب فادي عيد في ليبانون ديبايت
طغت مواقف الأمين العام ل “حزب الله” السيد حسن نصرالله، على ما عداها من مواقف أمس، في ظل معلومات، تؤكد بأن نصرالله سيعود ليُطلّ من جديد في وقت قريب، بعد انتهاء جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في المنطقة، وما سيليها من مواقف بعد قراءة إيرانية لنتائج هذه الجولة، مما يؤكد بأن نصرالله يتحرّك وفق التعليمات الإيرانية، وخصوصاً حول زيارة الرئيس بايدن التي تعتبر الخطوة الأبرز في هذه المرحلة، ولا سيما بعد تعطُّل المفاوضات بين إيران وواشنطن في فيينا، ولاحقاً في قطر، إذ علم، وبحسب سفير لبناني سابق في واشنطن، بأن الموضوع الإيراني حضر بقوة من إسرائيل إلى جدة، على خلفية وضع حدّ لإيران حول تخصيب اليورانيوم وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة، ولا سيما لبنان وسوريا والعراق، ودعمها للحوثيين في حرب اليمن، الأمر الذي كان بنداً أساسياً على طاولة المباحثات بين بايدن وكبار المسؤولين السعوديين، وفي طليعتهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
أما على الخط اللبناني، فيقول السفير المذكور، إن الرئيس الأميركي، وعندما كان رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي، سبق له وأن زار لبنان، والتقى بكبار المسؤولين اللبنانيين، إضافة إلى لقائه بالرئيس اللبناني آنذاك العماد ميشال سليمان، ما يعني أنه مطّلع على الملف اللبناني من جوانبه كافة، ولهذه الغاية، فإن هذا الملف كان حاضراً مع كل من التقاهم الرئيس الأميركي في المملكة، ولهذه الغاية ينقل وفق المعطيات المتوفرة، بأن هناك تداولاً يجري العمل عليه على خط الإستحقاق الرئاسي، بمعنى أن ثمة معلومات موثوقة عن خطوط فُتحت من بكركي إلى الفاتيكان وباريس، مؤدّاها أن يكون هناك رئيس توافقي غير تابع لأي محور، أكان 8 أو 14 آذار، وبالتالي، فإن هذه المعطيات قد تكون بُحثت في جولة بايدن، وأقلّه، وبعبارة واحدة عن الملف اللبناني، كما يشير أحد المتابعين للسياسة الأميركية، من شأنها أن تحسم خيار الإنتخابات الرئاسية وكيفية اتجاهه.
وفي خضم هذه الأجواء، تبدي بعض الأطراف الداخلية قلقها ومخاوفها من أن يكون الأمين العام ل “حزب الله”، قد بدأ يعمل على خربطة أي اتفاق على رئيس خارج ما يريده هو، وبمعنى أوضح، فهو بدأ يقصف على اللائحة التي رفعها البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى الفاتيكان، وحيث العاصمة الفرنسية في أجوائها، ومن هنا، فإن طلّته الأخيرة كانت تصعيدية بامتياز، وهدفت إلى توجيه أكثر من رسالة لأكثر من جهة، ومن الطبيعي الإيحاء لخصومه بأنه هو من سيختار الرئيس العتيد للجمهورية، أو أنه بإمكانه التعطيل لمن يريد طرح أسماء لا تحظى بقبوله.