أحيت قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب أمس الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة باحتفال في المقر العام لليونيفيل في الناقورة، حضره وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، ممثل قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل اللواء حسان عودة، قائد اليونيفيل الجنرال ديوداتو ابانيارا، قائد المنطقة الإقليمية في قوى الأمن الداخلي في الجنوب العميد الركن أحمد أبو ضاهر، مدير التوجيه العميد حسين غدار، إلى الناطقة الرسمية باسم اليونيفيل كانديس أرديل وقيادات عسكرية وأمنية ودينية وضباط وموظفين من اليونيفيل.
تخلل الحفل عرض عسكري لوحدات من “اليونيفيل”، ورفع أعلام لبنان واليونيفيل والدول المشاركة فيها، ثم وضع ابانيارا ورجّي وممثل قائد الجيش أكاليل من الزهر على نصب ضحايا اليونيفيل.
ومنح ابانيارا دروعًا لعدد من موظفي اليونيفيل الذين انتهت خدماتهم.
كما أقيم معرض للصور يحاكي دور قوات الطوارئ الدولية في عملية السلام في العالم.
وفي هذا الإطار، قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون: “24 تشرين الأول، هو يوم الأمم المتحدة، يوم الذين تعاهدوا قبل 80 عامًا على “إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب” وعلى “العيش معًا في سلام وحسن جوار” وعلى الإيمان “بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد”، وبالحقوق المتساوية “لجميع الأمم كبيرها وصغيرها”… كأنه ميثاق عن رسالة لبنان وعن نضال لبنان، من أجل سيادة دولته واستقلال قراره وحرية شعبه. كل التهاني للأمم المتحدة بيومها، وكل التمنيات لهذه المؤسسة العظيمة بتحقيق أهدافها النبيلة، وكل العهد لكل لبنانية ولبناني بأن يكون الحق والخير رفيقي دربنا كل يوم، أيًّا كانت تقلبات العهود والأيام”.
وأعرب الرئيس عون للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن تمنياته بأن تسهم المنظمة الدولية “في تعزيز التعاون الدولي وتحقيق السلام والأمن والعدالة بين الشعوب”.
وللمناسبة، جال وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، على متن طوافة تابعة لقوات اليونيفيل، فوق القرى الحدودية الجنوبية، وتفقد الخط الأزرق والنقاط الخمس، واطّلع على حجم الدمار الذي خلّفته الاستهدافات الإسرائيلية.
وفي مقر القوات الدولية في الناقورة استقبله قائد اليونيفيل اللواء ديوداتو ابانيارا ورافقه في جولة ميدانية، ثم دوّن رجّي كلمة في السجل الذهبي عبّر فيها عن اعتزازه بزيارة القوات الدولية بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، مشيدًا بالدور الذي تضطلع به اليونيفيل في حفظ السلام والاستقرار والتضحيات التي قدمها جنودها من أجل لبنان.
وأعرب رجّي عن تقديره لتضحيات القوات الدولية، وناقش مع قائدها مستقبل عمل اليونيفيل بعد انتهاء ولايتها المقررة نهاية عام 2026.
وأكد القائد مواصلة الجنود التعاون مع الجيش اللبناني خلال المرحلة الانتقالية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 ودعم صمود الأهالي على الرغم من تخفيض الموازنة.
من جهتها، اعتبرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، في بيانٍ أنّه “بينما تكمل الأمم المتحدة عامها الثمانين في ظل سعيٍ دؤوب إلى التغيير والإصلاح، يمرّ لبنان في مرحلةٍ مفصليةٍ من تاريخه الحديث ستحدّد مساره المستقبلي. وفي الوقت عينه، تستمر التحوّلات الإقليمية الكبرى والقوى العالمية في رسم مشهدٍ أمني وجيوسياسي جديد”.
وأضافت: “يحلّ يوم الأمم المتحدة هذا العام في ظلّ حالةٍ من عدم اليقين يمرّ بها لبنان. فبعد تصاعد الأعمال العسكرية في العام 2024، بذلت السلطات اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية جهودًا كبيرةً أعادت الحياة لعددٍ من بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 (2006) بعد سنواتٍ من الجمود. ومع ذلك، لا يزال الجنوب اللبناني يعاني من دمارٍ واسع، في ظلّ نقصٍ حادّ في التمويل واستمرار حالة عدم اليقين بشأن ملامح المرحلة المقبلة، الأمر الذي يخلق سياقًا يتعذّر معه مطالبة اللبنانيين بمواصلة التحلّي بالصبر”.
وتابعت: “لقد خلّف التاريخ آثارًا لا تُمحى، ولا تزال الأسباب الجذرية للأزمات المتكرّرة في الماضي من دون معالجةٍ حقيقية. ومع ذلك، فإنّ الجهود الجماعية لدعم مسيرة لبنان الشاقة والشجاعة لا تزال مستمرّة. وعلى الرغم من أن الطريق لا يزال طويلًا ويتطلّب عملًا دؤوبًا على المستويين الداخلي والإقليمي، فقد أكّد لبنان بوضوح أنه لا عودة إلى الوراء عن مسار التقدّم الذي اختاره. لقد عانى لبنان، على مدى تاريخه، من إخفاقات سياسية واقتصادية ممنهجة، لكن شعبه لم يكن يومًا مصدر هذا الفشل”.
وختمت بلاسخارت: “ستواصل الأمم المتحدة الوقوف إلى جانب الدولة اللبنانية وشعبها، سعيًا لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع”.
يذكر أن الاحتفال بالمناسبة هذا العام هو الأول منذ عامين، حيث حال تصاعد النزاع على طول الخط الأزرق العام الماضي دون إقامة مثل هذه الاحتفالات.

