كتب يوسف فارس في المركزية:
زاد رفضُ حزب الله مبدأ حصرية السلاح واهداف الورقة الأميركية التي وافقت عليها الحكومة المخاوف من تجدد الحرب، ليس في لبنان الذي تعرض العديد من قراه امس للاستهداف وحسب وانما في إسرائيل أيضا خصوصا في الشمال حيث يرفض سكان المستوطنات العودة الى منازلهم تحسباً لما قد يعيد المنطقة الى المربع الأول من النزوح والفراغ السكاني .
صحيفة يديعوت احرونوت اعتبرت ان امتناع عودة الاف النازحين الإسرائيليين من المناطق القريبة من الحدود اللبنانية يعكس أزمة ثقة عميقة بين الأهالي والقيادتين السياسية والعسكرية . الحكومة الاسرائيلية لم تتمكن من اعادة الشعور بالأمان للمستوطنات كما لم تف بوعودها حول سرعة التعويضات وإعادة الاعمار . وأشارت الى ان كثيرا من المنازل ما زالت على حالها مدمرة وقد تحولت الى “مكرهة صحية” تمنع سكانها من العودة والاستقرار فيها .
وذكرت ان افتتاح العام الدراسي في هذه المناطق اتسم بالبرودة والفراغ . ووزارة التعليم اكدت ان غالبية التلاميذ والمعلمين لم يعودوا الى مدارسهم . المدرسة الوحيدة في المطلة لم تفتح أبوابها . كما أغلقت مدرسة صفد أبوابها أيضا . الاخرى في كريات شمونة سجلت حضور 40 تلميذا فقط من اصل 240. كذلك أقفلت 32 حضانة أطفال بسبب نقص الكادر وغياب العائلات وعدم عودتها الى منازلها.
العميد ركن المتقاعد في الجيش اللبناني بسام ياسين لا يستبعد عبر “المركزية “قيام إسرائيل باستهداف أي دولة او منطقة في الإقليم . هذا ما أكده امس رئيس أركانها عقب استهداف الفريق المفاوض لحماس في قطر، اذ قال : ليس هناك أي مكان في الشرق الأوسط عصي على الجيش الإسرائيلي . المؤسف ان هناك تماهيا بين واشنطن وتل ابيب تظهّر واضحا بالتعليقات المتناقدة للرئيس دونالد ترامب من عملية الدوحة . خلاصته إسرائيل بتأكيد رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو وقيادتها العسكرية لن تتوانى عن استهداف أي شيئ لها مصلحة فيه . لبنان بلد متلق لاعتداءاتها الهادفة منذ عقود الى جره بالقوة الى اتفاق سياسي . هي لم تلتزم بالقرار 1701كونه لا يرضي طموحاتها . حزب الله من جهته يتطلع الى اعادة بناء قدراته القتالية بغض النظر اذا كانت متوازنة وقادرة على المواجهة والدفاع عن لبنان ام لا .
ويتابع: إسرائيل تقيم منطقة عازلة في الجنوب تمتد من الناقورة الى الوزاني بعرض اكثر من سبعة كيلومترات بغية الضغط على لبنان . إضافة فهي تحتل اكثر من سبع تلال ومرتفعات وتمنع ألاهالي من العودة الى منازلهم . اميركا تدعي تغطية لهذا الاحتلال إقامة منطقة اقتصادية في عملية استغباء للعقول . كيف تكون منطقة تجارية واقتصادية والحدود مغلقة بين الجانبين غير مسموح عبورها ؟
ويختم مشيرا الى ان كل هذه المشهدية الى جانب عدم انتظام الحياة في الشمال الإسرائيلي ومستوطناته التي لم تصلح منازلها المهدمة لعودة سكانها بعد، كما امتناع العديد من مدارسها عن فتح أبوابها يؤشر الى ان الحرب الاسرائيلية على لبنان ما تزال مفتوحة بدليل الضربات اليومية واخرها امس المستهدفة لبيئة حزب الله وعناصره والمراد من توسعتها فرض اتفاق سياسي على لبنان.