أكّد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، خلال العشاء السنوي لهيئة قضاء الزهراني، أنّ الجنوب يشكّل ركناً أساسياً في هوية لبنان ومقاومته وصموده، مشدداً على أنّ الوجود المسيحي فيه ليس رمزياً فحسب، بل هو عنصر تكاملي مع بقية المكونات اللبنانية. وقال: “كل شهيد سقط هنا لم يسقط فقط دفاعاً عن الجنوب بل عن كل لبنان، لأنّ سقوط الجنوب يعني سقوط بيروت والجبل”.
واعتبر باسيل أنّ قرى الزهراني وشرق صيدا هي “صلة وصل طبيعية بين صيدا وجزين”، لافتاً إلى أنّ القانون الانتخابي لا يحقق دائماً صحة التمثيل، لكن التيار سيبقى يسعى لتأمين حقوق المسيحيين والمنتشرين بما يضمن عدم تهميشهم، “فوجودنا لا يُقاس بالعدد بل بالدور والرسالة”.
وتطرق باسيل إلى الشأن الدفاعي، مؤكداً أنّ “المطلوب جيش واحد وسلاح واحد وحصرية السلاح بيد الدولة”، داعياً “حزب الله” وسائر القوى المسلحة إلى إدراك تغيّر الظروف. وأوضح أنّ الرئيس ميشال عون منذ عام 2006 كان يتحدث عن “استراتيجية دفاعية لحماية لبنان، لا عن استراتيجية هجومية”، مؤكداً رفض التيار للسلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها. وأضاف: “عندما تكونون ضد السلاح الفلسطيني لا يعني أنكم ضد القضية، فنحن متضامنون مع مأساة غزة لكن الحرب لا تُدار من أرض لبنان”.
وفي انتقاد مباشر للسلطة، قال باسيل: “تقدّمون التنازلات ولا تأخذون شيئاً بالمقابل. أين الحكومة من إعادة الإعمار كما تتحدث عن تسليم السلاح؟”. وشدد على أنّ الدفاع عن لبنان يجب أن يكون عبر الجيش اللبناني الذي أثبت دوره، لا عبر “مسرحيات” تفتح الباب أمام الفشل أو الانزلاق نحو الحرب.
وختم باسيل بالتأكيد على أنّ “الجنوب ليس ساحة حرب فقط بل أرض نعيش فيها بسلام، ونريد حواراً حقيقياً لوضع استراتيجية دفاعية تضمن كرامة اللبنانيين وحقوقهم”.
