كتبت ريتا بريدي في موقع JNews Lebanon
من قلب كسروان، حيث الأشجار تُعانق السماء وهندسة الصخور تحفر بصمة لها في الذاكرة، انطلقت بلدية فيطرون مع نشاطاتها الأولى في رحلة Hiking إلى جبل موسى، بالتعاون مع جمعية حماية جبل موسى، وذلك يوم الأحد 13 تمّوز، لتكون أكثر من مجرد نشاط رياضي، بل موعدٍ مع الطبيعة المغمورة بمعالم تاريخية ثمينة، ليتخلّل اللقاء أيضاً وقفة روحيّة، مساحة للتأمّل والصلاة في حضرة الطبيعة.
يمكن القول، أنّها ليست مجرّد رحلة، بل تجربة تُلامس الروح أيضاً، بين دروبٍ مزدانة بالأزهار النادرة، ونقوشٍ تحكي تاريخًا عميقًا، ومحطات تجمع بين الرياضة، الإيمان، والتعلّق بالجذور في حضن طبيعة تنبض بالحياة. إنّها بداية مسار جديد، ترسمه البلدية مع أهلها، على وقع خطوات تمضي نحو غدٍ أجمل ومستقبل زاهر، تُصنع ملامحه على يد نخبة من الفئة الشبابية التي تُنعش الحياة في أرجاء الشوارع وفي قلب البلدة، بإيمانهم بالتغيير نحو الأفضل.
في حديثها لِموقعنا أشارت المحامية المتدرّجة، الأستاذة لارا مسعد، عضو المجلس البلدي في فيطرون، إلى أنّه، انطلاقًا من روح التجديد التي يحملها المجلس البلدي الجديد، أرادوا أن يكون النشاط الأول جامعًا بين الطابع الرياضي، والبيئي، والروحي. وقد وقع الخيار على جبل موسى لما يمثّله من موقع طبيعي محميّ، غنيّ بتاريخه وتنوّعه البيولوجي، ولِما له من رمزية روحية عميقة تعكس هوية المنطقة. وهذه المبادرة تتجاوز البُعد الترفيهي، وتحمل في طيّاتها رسالة لربط الإنسان بطبيعته، وإيمانه، ومجتمعه. والمميّز أنها ليست حكرًا على أبناء البلدة، بل مفتوحة للجميع، لِنُرَحِّب بزوارنا ونُقَرِّب المسافات أكثر”.
وأضافت أنّ التفاعل حتى اليوم مشجّع جدًا، وقد تلقّوا العديد من الاتصالات والمبادرات الداعمة، سواء من أبناء البلدة أو من خارجها، وعلّقت بالقول: “نعم، نتوقّع مشاركة واسعة، لأن النشاط يجمع بين عدة أبعاد، ويعبّر عن شوق الناس لنوعية جديدة من اللقاءات”.
وعن أهمية دور البلديات اليوم في خلق مساحات للحوار والتواصل بين الناس من جهة، والأهالي والبلدية من جهة أخرى، أشارت الى أنّه في ظلّ الأزمات المتعددة، يبرز دور البلديات كمساحة أمان وتفاعل. وأضافت: “لقد بات دور البلديات محوريًا في بناء الثقة مع الناس، فالنشاطات كالمشي الجبلي (الهايكينغ) أو اللقاءات العامة، تخلق جسورًا من الثقة، وتُعزّز الرابط بين المواطنين والبلدية، وتُشعرهم بأننا قريبون منهم وفاعلون في يومياتهم، وهذا من أولويات بلدية فيطرون”.
وخلال اللقاء حول هذا النشاط، أكّدت المحامية المتدرّجة، الأستاذة لارا مسعد، عضو المجلس البلدي في فيطرون على أنّه يتم العمل حاليًاعلى إعداد جدول يتضمّن سلسلة من النشاطات البيئية، والثقافية، والصحية، منها ورش عمل، ولقاءات حوارية، وأنشطة مشتركة مع الجمعيات المحلية، إيمانًا منهم بأنّ الاستمرارية في التفاعل هي مفتاح النجاح البلدي.
وفي الختام، تنطلق البلديات الجديدة في مسار العمل، وها هي فيطرون اليوم، بروحٍ شبابية مفعمة بالحيوية، تبدأ هذا الطريق.
رسالة نختم بها هذا اللقاء مع بلدية فيطرون:
” بلدية فيطرون اليوم تنطلق بروح شبابيّة واندفاع حقيقي لخدمة الناس. رسالتنا واضحة: نحن حاضرون، منفتحون، وملتزمون ببناء فيطرون أفضل، بالتعاون مع أهلها “.