لم يعد الذهب وحده ملاذا آمنا للبنانيين لإستثمار أموالهم، في ظل الشلل الذي يُصيب القطاع المصرفي منذ 6 سنوات، بل يمكن للفضة أيضا أن تُضاف إلى لائحة الإستثمارات الآمنة والواعدة في المرحلة المقبلة، لأن الخبراء يتوقعون مضاعفة أسعارها خلال عام، في سيناريو مشابه لما حصل مع المعدن الأصفر أي الذهب.
بلغة الإقتصاديين، أهمية الإستثمار في المعادن يرجع إلى أننا نعيش فترة عدم إستقرار سياسي وعسكري وإقتصادي عالمي، بذلك تتحول المعادن إلى إستثمار جيد ومضمون. في المرحلة الحالية جذبت الفضة إنتباه المستثمرين عالميا، بإعتبارها واحدة من أكثر المعادن الثمينة استقرارًا (تاريخيا)، خاصة خلال فترات عدم الإستقرار الإقتصادي وإرتفاع التضخم. فالفضة سلعة مادية لها قيمة جوهرية، لذلك لا يمكن أن تنخفض قيمتها إلى الصفر، على عكس العديد من الأوراق المالية. وتاريخيا وعلى المدى المتوسط (منذ ثلاث سنوات أو أكثر)، فإن معدل نمو الفضة يفوق التضخم، لذلك يمكن الإستثمار في هذا المعدن كطريقة منخفضة المخاطر للحفاظ على رأس المال وزيادته.
يشير الخبراء إلى أن هناك سبعة أسباب للإستثمار في الفضة، أولها أنه على المدى المتوسط ، فإن الإستثمار في أدوات الفضة يسمح على الأقل بالتغلب على التضخم، وثانيها أن سعرها يتناسب عكسياً مع الدولار الأمريكي، بمعنى أنه كلما زادت قوة الدولار الأمريكي زادت إمكانية تراجع سعر الفضة (وهذا هو حال الذهب أيضا). وثالثها أن للفضة قيمة جوهرية، لأنها مادة تُستخدم في الصناعة لإنتاج الرقائق الدقيقة والمعدات الطبية والمجوهرات، وطالما أنها مطلوبة فلا يمكن أن ينخفض سعرها إلى الصفر. ورابعها أن الفضة ترتبط إرتباطًا وثيقًا بالدولار الأمريكي، وكذلك مع سندات الخزانة الأمريكية (سندات القروض الفيدرالية). لذلك يمكن إستخدام الإستثمارات في أي من أدوات الفضة لتنويع أي محفظة تقريبًا. وخامسها أنها امثل أي معدن آخر، معروفة بتقلبات أسعارها الواسعة، ويتيح ذلك للمستثمرين كسب نسبة الربح المطلوبة بشكل أسرع من تداول الأدوات منخفضة التقلب، وسادسها أن هناك أربع طرق للاستثمار في الفضة، إما مباشرة من خلال السباك والعملات الفضية وغيرها من المنتجات، أو من خلال الحسابات المعدنية غير المخصصة والصناديق والأدوات المالية المشتقة، أو من خلال أسهم الشركات المرتبطة بالفضة، أو من خلال مشتقات هذه الأسهم. أما السبب السابع فهو أن الفضة هي أقل سعر بين المعادن المتاحة للإستثمار، لذلك يتم إستخدامها للإستثمارات الصغيرة والكبيرة.
قزح:الإنتاج العالمي للفضة لا يكفي الطلب في السوق
يتوقع الخبير الإقتصادي ميشال قزح عبر”ليبانون ديبايت”، أن “يسلك معدن الفضة نفس الطريق الذي سلكه إرتفاع سعر الذهب، بمعنى أنه بعد أن قامت البنوك المركزية في العالم بشراء الذهب في السنوات الماضية لتنويع محافظهم الاستثمارية، بدل الإتكال على إمتلاك الدولار، ما أدى إلى إرتفاع سعر الذهب عالميا، فإن سعره في المرحلة المقبلة سيشهد صعودا بطيئا، أما الصعود السريع فهو لسعر الفضة لأنه منذ سنتين، الدول المنتجة لهذا المعدن تستهلك من مخزونها الإحتياطي، والإنتاج العالمي لا يكفي الطلب في السوق، وهذا يعني أنه سيكون هناك إرتفاعا في سعر الفضة في السوق العالمي بشكل سريع، وخلال عام واحد سيتضاعف سعره مرة واحدة على الأرجح”.
رزق: الإستثمار بالفضة جيد على المدى الطويل
يشرح نقيب تجار الذهب في لبنان نعيم رزق ل”ليبانون ديبايت”، أنه “على المدى الطويل سترتفع مكانة معدن الفضة في السوق العالمي، لكن أسعاره ترتفع بوتيرة أبطأ مما يرتفع سعر الذهب”، معتبرا أن”