بين التفاؤل والأرقام الواعدة، يتحضّر لبنان لموسم سياحي نشط، يبدأ أولى خطواته مع عيد الأضحى المبارك، فالمطاعم والمقاهي والمؤسسات السياحية بدأت تلمس مؤشرات إيجابية لحركة الزوار، في وقت تتّجه فيه الأنظار إلى ما بعد العيد، حيث يُرتقب أن تكون الانطلاقة الفعلية لصيف 2025.
رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان، طوني الرامي، يؤكّد في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، أن “البلاد بدأت تشهد منذ يوم أمس حركة سياحية ناشطة، لا سيما من الزوار الأردنيين والمصريين والعراقيين، إلى جانب حركة داخليّة مشجعة”.
ويقول: “نتوقّع أن تكون المطاعم شبه ممتلئة خلال أيام عيد الأضحى، والمغتربون اللبنانيون سيبدأون بالتوافد تدريجيًا، خصوصًا أن العام الدراسي لم ينتهِ بعد في عدد من الدول الخليجية”.
ويشير الرامي إلى أن “عيد الأضحى سيكون بمثابة “بروفة” للصيف”، مؤكّدًا أن “الانطلاقة الفعلية للموسم السياحي ستبدأ بين 20 و25 حزيران الجاري، مع توقّعات بوصول أعداد كبيرة من المغتربين اللبنانيين، بالإضافة إلى الزوار العرب من الأردن ومصر والعراق، والحركة الأوروبية التي وصفها بالجيدة”.
وفي ما يخص السياحة الخليجية، يوضح أن “السائح الإماراتي يأتي بالفعل إلى لبنان ولكن بشكل فردي، وليس ضمن مجموعات سياحية”، لافتًا إلى أن “زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الأخيرة إلى الخليج تُعدّ مؤشرًا إيجابيًا على مستوى العلاقات، لكننا ما زلنا ننتظر انفتاحًا سعوديًا رسميًا قد يتبلور قريبًا”.
ويضيف: “إذا أردنا أن نرى حركة سياحية حقيقية من دول الخليج، فلا بدّ من ترويج مدروس، وتخطيط منسّق، إلى جانب استكمال الصورة الأمنية والسياسية. السياحة لا تزدهر وحدها، بل تحتاج إلى بيئة مستقرّة ومناخ ثقة”.
وعن المقارنة بين هذا الصيف والموسم السابق، يلفت إلى أن “العام الماضي شهدنا ظروفًا صعبة وحربًا أثّرت على الحركة، أما اليوم فالحركة السياحية في لبنان نشطة جدًا وتشبه ما شهدناه في صيف 2023، بل تفوقه من حيث الحماسة والاستعداد”.
ويتابع: “لعلّ أبرز ما يميّز هذا الموسم هو المبادرات التي تقوم بها النقابة للترويج للقطاع وتظهير جاهزيته، ومنها الحدث الضخم الذي تنظّمه النقابة مساء اليوم على درج أوتيل فينيسيا، عند الساعة السابعة والنصف، حيث ستُلتقط صورة جامعة لأصحاب المطاعم من مختلف المناطق بعدسة المصور العالمي روجيه مكرزل”، مشيرًا إلى أن “هذا الحدث يُعدّ إعلانًا لجهوزية القطاع المطعمي وقطاع السهر، والتزامًا من قبل أصحاب المؤسسات السياحية بتقديم أفضل الخدمات هذا الموسم، ضمن رؤية موحّدة وواضحة”.