كتب شربل مخلوف في المركزية
يترقب اللبنانيون من مختلف الطوائف والانتماءات السياسية تشييع الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصرالله، في 23 شباط 2025. تشييع سيحدد مدى وفاء البيئة الحاضنة لنصرالله، خصوصًا أن هذه البيئة عانت كثيرًا جرّاء الحرب الإسرائيلية المدمرة على لبنان، إذ خسرت بيوتها وأرزاقها وأقاربها، ناهيك عن النزوح القسري إلى مناطق كانت تعتبرها يومًا ما عميلة ومؤيدة للمشروع الأميركي-الإسرائيلي.
وعلى الرغم من الخسائر التي تكبدتها هذه البيئة، يعمل ناشطون وسياسيون وصحافيون تابعون لحزب الله على الترويج لهذا الحدث والتجييش له، من خلال دعوة البيئة للمشاركة بكثافة. ولم يقتصر الأمر على الحضور الشعبي فقط، بل يقوم مسؤولون في حزب الله بجولات على شخصيات سياسية، سواء من المؤيدين أو المعارضين للحزب، لدعوتهم إلى حضور التشييع، حيث اعتذر البعض، بينما قرر آخرون تلبية الدعوة.
تزامنًا مع هذا الحدث، حذّرت السفارة الأميركية في لبنان رعاياها من سلوك طريق بئر حسن والجنوب وطريق مطار رفيق الحريري الدولي يوم الأحد المقبل، تزامنًا مع تشييع نصرالله.
يبقى السؤال مشروعاً: هل يمكن أن تُقدِم إسرائيل على عمل أمني كبير في 23 شباط؟ واستطرادًا، هل كان خرق جدار الصوت في أجواء بيروت خطوة تهدف إلى تخويف الناس لمنع حشد كبير خلال التشييع؟
يقول العميد المتقاعد جورج نادر لـ”المركزية”: “لا يمكن التكهّن بما ستفعله إسرائيل خلال يوم التشييع، فهي قادرة على تنفيذ ضربة عسكرية في 21 أو 22 شباط لمنع الناس من المشاركة، إذ تمتلك القدرة على القيام بأي عمل عسكري”.
ويسأل: “ما الغاية إذا كان هناك حشد كبير في التشييع؟ هل سيؤثر ذلك سياسيًا أو عسكريًا على إسرائيل؟ ماذا ستستفيد أو تخسر إسرائيل في حال قامت بعمل أمني كبير خلال يوم التشييع؟”.
ويشير إلى أن إسرائيل قادرة على تخويف الناس عبر خرق جدار الصوت فوق الحشد كل ساعة وعلى علوّ منخفض، ما قد يدفع الناس إلى الاعتقاد بأن الطيران الإسرائيلي ينفذ غارات، لافتًا إلى أن إسرائيل يمكنها القيام بذلك من دون اللجوء إلى عمل أمني مباشر، مما سيؤثر سلبًا على نسبة المشاركة.
ويضيف: “إسرائيل تعرف كل شيء عن حزب الله، وقد لاحظت أن قدرته المادية تراجعت بشكل كبير، ناهيك عن الخسائر البشرية التي تكبدها خلال الحرب، إضافة إلى قطع طرق الإمداد عبر سوريا، وهو ما أثر سلبًا على الحاضنة الشعبية للحزب، حيث انخفضت بنسبة تتراوح بين 40 و50 بالمئة”.
وعن الشائعات التي تتحدث عن عدم وفاة نصرالله، يجيب: “هذا كلام شعبوي وعاطفي يهدف إلى استعطاف الشعوب العربية. حسن نصرالله كان قائدًا يتمتع بكاريزما، وهذا أمر يعترف به خصومه وحلفاؤه على حد سواء. بعض مؤيديه لا يصدقون أنه توفي ويحاولون الترويج لهذا الأمر، لكنه لا يمت إلى الواقع بصلة”.