تنتهي الأحد المقبل المهلة المحددة لسحب قوات الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، وهي المهلة التي استغرقت 60 يومًا منذ بدء تنفيذ القرار. في ذات اليوم، من المقرر أن تبدأ عودة أكثر من مليون فلسطيني إلى شمال قطاع غزة، بعد أن قام الجيش الإسرائيلي بتفكيك بنيته التحتية في محور نتساريم، الذي كان يقسم القطاع إلى نصفين. هذه العودة تأتي ضمن خطة إسرائيلية ترمي إلى إعادة ترتيب الأوضاع في القطاع، حيث سيتم نقل النازحين الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى الشمال.
إسرائيل تخطط لإعادة أكثر من مليون فلسطيني من جنوب قطاع غزة إلى شماله، وسط تحليلات صحافية تشير إلى احتمال أن تتولى السلطة الفلسطينية مسؤولية إدارة معبر رفح، وهو ما يثير جدلًا كبيرًا داخل إسرائيل، خصوصًا بالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه تحديات في هذا السياق، وفقًا لما نقلته صحيفة “جيروزاليم بوست”.
كما يُتوقع أن تبدأ في الثالث من شباط المقبل مفاوضات بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس حول إمكانية جعل وقف إطلاق النار الحالي، الذي استمر 42 يومًا، دائمًا، والنقاش حول تحديد شكل الوضع في غزة بعد انتهاء الحرب. الصحيفة أكدت أن الوضع قد ينفجر في أي لحظة، إذ قد تعود الحرب إلى إحدى الجبهتين أو كلتيهما بشكل مفاجئ.
وتشير “جيروزاليم بوست” إلى أن مجلس الوزراء الإسرائيلي يدرس خيارين: إما تمديد بقاء القوات في بعض المناطق الجنوبية من لبنان أو استكمال الانسحاب، مضيفة أن تسريبات من مسؤولين إسرائيليين أظهرت أن الانسحاب لن يتم بالكامل يوم الأحد نفسه، ما يترك المجال مفتوحًا لتفسير الوضع.
أما فيما يتعلق بالتنسيق مع الولايات المتحدة، فقد طلب نتنياهو دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاحتفاظ بعدد من المواقع العسكرية في لبنان، بينما طلب الجيش الإسرائيلي تمديد بقائه لمدة 30 يومًا أخرى لضمان تدمير أسلحة حزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. لكن هذا الطلب يواجه مقاومة من ترامب، الذي قد يغضب في حال تجددت الحرب على الحدود الشمالية.
ويخشى مسؤولون إسرائيليون من أن أي تحركات قد تؤدي إلى تصعيد سريع مع حزب الله على الحدود الجنوبية للبنان، خاصة إذا ما تم تجاوز الاتفاقات الحالية. الصحيفة تساءلت: هل سيكون بإمكان الجيش الإسرائيلي منع حزب الله من العودة إلى جنوب لبنان؟ وهل ستتخذ إسرائيل إجراءات هجومية جديدة من الجو لمواجهة أي تصعيد محتمل؟
وفي سياق آخر، تتساءل صحيفة “جيروزاليم بوست” عن كيفية إدارة الوضع في غزة بعد عودة مليون فلسطيني إلى الشمال. هل ستظل حماس في السيطرة، أم أن السلطة الفلسطينية ستتمكن من فرض نفوذها عبر معبر رفح؟ كما أثارت الصحيفة تساؤلات حول دور الاتحاد الأوروبي في المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، وما إذا كان ذلك سيمنع السلطة الفلسطينية من توسيع نفوذها في القطاع.
من جهة أخرى، أصرّ نتنياهو على أن الجيش الإسرائيلي سيعود إلى الحرب إذا رفضت حماس إعادة الرهائن الثلاثين المتبقين في قبضتها. الصحيفة تشير إلى أن نتنياهو سيواجه ضغوطًا من عائلات الرهائن في حال استمر الوضع على ما هو عليه، بينما يظل تساؤل مهم: هل سيتخذ نتنياهو قرار العودة إلى الحرب في حال واجه تهديدات من داخل حكومته، خاصة من وزير المالية تسلئيل سموتريتش، الذي هدد بسحب الدعم الحكومي إذا لم يتم استعادة الرهائن؟
ويختم التقرير بتأكيد أن كل هذه الأسئلة قد تؤدي إلى أيام وأسابيع مليئة بالتوترات في المستقبل، حيث يعيد نتنياهو حساباته بشأن الخيارات المصيرية التي تأجلت لأكثر من 15 شهرًا.