بعد المنخفض الجوي السريع الذي ضرب لبنان مؤخرًا وأدى إلى تقلبات مناخية محدودة، تشهد البلاد حاليًا أجواء مستقرة. ومع ذلك، من المتوقع أن تشهد البلاد حالة من عدم الاستقرار السريع في الطقس يوم غد الأحد، قبل أن يعود الاستقرار مجددًا حتى منتصف الشهر، حيث يُرتقب انقلاب كبير في المنظومة الجوية وعودة الأجواء الشتوية الباردة.
في هذا السياق، أكّد المتخصص في الأحوال الجوية الأب إيلي خنيصر في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن “بعد حالة من عدم الاستقرار السريعة التي شهدها لبنان نتيجة المنخفض الجوي الذي ضرب جنوب تركيا، استقرت الأجواء في البلاد بسبب تأثير المرتفع السيبيري الذي يسيطر حاليًا على مناطق واسعة من وسط وغرب آسيا”.
وأشار إلى أن “قيم الضغط الجوي لهذا المرتفع تصل فوق بحر قزوين إلى مستويات عالية تتراوح بين 1048 و1050 هكتوباسكال، فيما تؤثر قيم ضغط أقل قليلاً (1035-1037 هكتوباسكال) على المناطق الممتدة من جنوب بحر قزوين إلى العراق وشرق تركيا”.
وأضاف، “أما في مناطقنا المحلية، مثل لبنان وسوريا والأردن وشبه الجزيرة العربية، فيبرز دور المرتفع شبه المداري بقيم ضغط تتراوح بين 1028 و1030 هكتوباسكال. هذه المنظومة الجوية تعمل على منع المنخفضات الجوية القادمة من البحر المتوسط من التأثير المباشر على المنطقة، ما يؤدي إلى تحول هذه المنخفضات نحو غرب تركيا واليونان”.
وأوضح خنيصر أن “هذا الوضع سيستمر لأسبوع تقريبًا، مع طقس مستقر نسبياً حتى حوالي 12 أو 13 كانون الأول الحالي، يخرقه حالة عدم استقرار سريعة يوم غد تؤدي إلى طقس متقلب حتى صباح الإثنين المقبل”.
وتابع، “بعد 13 كانون الأول، من المرجح أن يعود المنخفض الآيسلندي الذي أثر مؤخرًا على الولايات المتحدة وأدى إلى عواصف ثلجية وانخفاض كبير في درجات الحرارة”.
واستكمل، “هذا المنخفض سيعود ليؤثر على غرب أوروبا، مسببًا انخفاضًا في درجات الحرارة في دول مثل فرنسا، بلجيكا، إسبانيا، البرتغال، بريطانيا، وحتى إيطاليا وشمال الجزائر. ومع استمرار حركته، ستدفع الكتل الهوائية الباردة القادمة من القطب الشمالي باتجاه شرق أوروبا وغرب روسيا، مما سيعزز فرص وصول الأجواء الباردة إلى منطقتنا”.
وختم خنيصر توقعاته بالقول: “لبنان قد يشهد عودة قوية للأجواء الشتوية الكانونية بعد منتصف كانون الأول، مع احتمالات كبيرة لحدوث انخفاضات حادة في درجات الحرارة، تساقط الثلوج على المرتفعات المتوسطة، وعودة المنخفضات الجوية الشتوية”.