جاء في “نداء الوطن”:
خرج الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في خطاب باهت سياسياً، افتقد إلى المنطق في محاولته الفصل بين جنوب الليطاني وشماله ومضيه قدماً في تعويم ثقافة الانتصار والتي باتت كـ”أحلام اليقظة”، فيما الجديد في كلمته توزيعه الهدايا على مناصريه كتعويض عمّا لحق بهم من أضرار جسيمة وإعلانه الوقوف إلى جانب سوريا لإحباط ما يحصل.
من الواضح أن الشيخ قاسم لم يستخلص الدروس والعبر، يعيد وحدة الساحات مع نظام الأسد الذي نأى بنفسه عن الحرب في لبنان، ويزج بما تبقى له من عديد وعتاد في أتون جهنم جديد. وقد ذكرت القناة 12 الإسرائيلية في هذا السياق أن “حزب الله” أرسل مئات من مقاتليه إلى سوريا وأشارت إلى أن إسرائيل حذرت إيران من إرسال قوات أو نقل أسلحة إلى سوريا و”الحزب”.
يحاول الأمين العام لـ”الحزب” امتصاص علقم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار والنقمة الشعبية على “الحزب” والاتفاق معاً، والتذاكي على الاتفاق والالتفاف عليه لتفريغه من بنوده الأساسية وتفسيرها اعتباطياً في محاولة منه لفصل جنوب الليطاني عن شماله وإيجاد حجج واهية للإبقاء على سلاحه شمالي الليطاني من منطلق اعتباره أن المسألة شمال النهر تُحل داخلياً بين “الحزب” والدولة والجيش. فقد اعتبر الشيخ قاسم “أن الاتّفاق هو آليّة تنفيذيّة للقرار 1701 هو تحته وليس فوقه، هو جزءٌ منه وليس قائماً بذاته، ولا هو اتّفاق جديد، إذاً هو اتّفاق لجنوب نهر الليطاني”.
كلام قاسم جاء بعد يوم واحد من موقف مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط الدكتور مسعد بولس لصحيفة “لوبوان” الفرنسية والذي أشار فيه إلى سوء الفهم الحاصل، حيث كان يُعتقد أن وثيقة اتفاق وقف إطلاق النار، تشمل فقط منطقة جنوب نهر الليطاني، ليقولها بولس بالفم الملآن إنها تشمل شمالي الليطاني. وفي الاحتكام إلى بنود اتفاق وقف إطلاق النار، فقد نصت وبشكل صريح لا يحمل التأويل على “تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة أي أسلحة غير قانونية لا تتماشى مع هذه الالتزامات”. إذاً لم يحدد منطقة جنوبي الليطاني فقط بل أشار إلى كلمة “جميع” بما معناه على كافة الأراضي اللبناني.
أما في ما يتعلق بهدية “الحزب” وإيران إلى العائلات النازحة والتي هي عبارة عن مبالغ نقدية زهيدة، أثارت وفق مصادر “موجة تململ وانزعاج داخل البيئة الحاضنة التي حمّلت إيران مسؤولية الحرب والدمار الهائل وطالبتها بالتعويض الكامل، واصفة المبالغ بالمعيبة وبمثابة “ضحك ع الدقون”.