كتبت جويس الحويس في موقع JNews Lebanon
مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ منذ بضعة أيام في لبنان، بدأ المواطنون بالعودة إلى قراهم وبلداتهم التي نزحوا عنها نتيجة العدوان الإسرائيلي عليها.
زحمة سير كبيرة شهدتها الطرقات لا سيما تلك المؤدية إلى الجنوب، لكن ما كان لافتًا هو الحديث عن انتصار للحزب في الحرب، ومنعه إسرائيل من احتلال واستباحة الأراضي اللبنانية.
نحن نحيي جهود المقاومة، وننحني أما استشهاد مواطنين لبنانيين في سبيل الدفاع عن الأرض، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا عن أي انتصار تتحدثون؟
انتصار في حرب أدخل فيها اللبنانيون رغمًا عنهم، اسنادًا ودعمًا لغزة… فأين الإسناد والدعم بعد وقف إطلاق النار ولا تزال غزة تحت رحمة الإسرائيليين؟
انتصار وكل قيادات الحزب من الصف الأول استشهدت والعديد من الشهداء لا تزال أشلاؤهم تحت الركام لم يتم انتشالها بعد؟
انتصار ولا يزال العدو الإسرائيلي يمتلك كامل الصلاحية والحرية في ضرب أي هدف في لبنان متى ارتأى ذلك، بحسب ورقة اتفاق وقف إطلاق النار التي وافق عليها حزب الله؟!
انتصار والجيش الاسرائيلي لا يزال يتوغل ويدمر العديد من القرى اللبنانية، ويصدر انذارات بعدم السماح للبنانيين بالعودة اليها، بدون أي مقاومة بل استباحة بغطاء دولي للأراضي اللبنانية!
انتصار وقرى الجنوب قد دمرّت وسويت بالأرض وشردت عشرات الآلاف من اللبنانيين على مدى ٦٦ يومًا، عدا عن الدمار الذي لحق بالضاحية والعديد من قرى البقاع.
كفاكم هروب من الواقع.. كفاكم عيش على أوهام خدمة لأحلام وأطماع ومشاريع خارجية…
فلبنان بحاجة إلى أكثر من مجرد وقف إطلاق نار… لبنان بحاجة لدولة قانون، لجيش يحمي حدوده بعيدًا من أحزاب وعناصر مسلحة تجره إلى حروب لا تحمد عقباها.. عودوا إلى كنف الوطن وأعلوا مصلحته ومصلحة مواطنيه فوق كل اعتبار… وعندها نحتفل بالانتصار معًا.