شهد لبنان يوم أمس عاصفة قوية تسببت في غرق العديد من الطرقات، حيث رافقت العاصفة أمطار غزيرة ورياح عاتية اجتاحت المناطق اللبنانية، ومع تساقط الأمطار بكثافة، تحولت بعض الطرق إلى برك مائية، مما جعل حركة المرور صعبة وتسبب في إرباك مروري في مختلف المناطق، هذه الحادثة تبرز بشكل جليّ ضعف البنية التحتية في لبنان وعدم جاهزيتها لمواجهة مثل هذه الظروف الجوية القاسية، مما يثير تساؤلات ملحة حول ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لضمان تفادي تفاقم الوضع مستقبلاً.
وفي هذا السياق، يتناول العالم البيئي ورئيس الحزب البيئي العالمي، الدكتور ضومط كامل، تداعيات التغيرات المناخية التي نشهدها مؤخرًا، موضحًا في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت” أن “تغير المناخ يشكل تهديدًا مستمرًا وخطرًا متزايدًا على منطقة الشرق الأوسط، حيث تتفاقم تأثيراته السلبية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. فالمنطقة، التي تتميز بتضاريسها الجغرافية الصعبة وظروفها المناخية القاسية، أصبحت أكثر عرضة لتقلبات مناخية غير مسبوقة”.
ويؤكّد كامل، أن “على السلطات المعنية في لبنان أن تسرع في تطوير البنية التحتية استعدادًا لمواجهة أي طارئ ناتج عن التغيرات المناخية، مثل الأعاصير أو الفيضانات المحتملة، خصوصًا أن لبنان ليس محصنًا من تأثيرات هذه الظواهر، بل إن الوضع يتفاقم بسبب نقص في تجهيزات البنية التحتية، مما يزيد من خطر تجمع المياه واندفاعها بشكل يؤدي إلى تغطية المناطق المنخفضة”.
وينبّه من أن “تغير المناخ يلعب دورًا كبيرًا في تعديل أنماط هطول الأمطار في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما ينعكس سلبًا على البيئة والاقتصاد والزراعة والمجتمع بشكل عام، ومن هنا، تبرز الحاجة الملحة للتخطيط طويل الأمد، وإطلاق استراتيجيات فعالة للتكيف مع هذه التغيرات المناخية بما يضمن استدامة الحياة البيئية والاقتصادية في المنطقة”.
ويُشير إلى “بعض النقاط المهمة التي تبرز آثار هذه التغيرات على المنطقة، مثل تراجع كميات الأمطار، وزيادة التقلبات في أنماط هطولها، مع شدة أكبر في فترات الأمطار، ما يفاقم مشكلة ندرة المياه ويؤثر سلبًا على الزراعة، بالإضافة إلى زيادة التنافس على الموارد المائية المحدودة، في وقت تشكل هذه التغيرات تحديات كبيرة في التكيف، مما يستدعي تطوير بنية تحتية فعالة للتخزين والري والزراعة المستدامة”.
وبناءً على هذه المعطيات، يوجّه كامل دعوة إلى “الجهات المعنية بضرورة التحرك بسرعة وفعالية لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية، من خلال تطوير استراتيجيات وقائية وتعزيز البنية التحتية القادرة على التكيف مع هذه التحديات البيئية المتزايدة”.