كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
أقرّ مجلس الوزراء في جلسته أمس، إعطاء وزارة الدفاع سلفة خزينة لتطويع 1500 جندي لصالح الجيش اللبناني. وعن تأمين الاعتمادات للتطويع قال وزير الاعلام زياد المكاري: الاعتمادات موجودة وليس هناك أي إشكال وتم إقرار هذا البند. وعن اعتراض وزير الدفاع على البند المتعلق بالجيش قال: “القرار التي تمت الموافقة عليه تعلمون مدى أهميته سياسيا ودوليا ومدى ارتباطه بتطبيق القرار 1701، والقرار صدر بتاريخ 14-8-2024 ورقمه 47 ويمكن الاطلاع عليه وما اتخذ اليوم هو تنفيذ لهذا القرار”.
وخلال الجلسة، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنّ الاعتداءات الاسرائيلية المستمرّة والمتصاعدة ضدّ لبنان، تحولت إلى جرائم ضد الإنسانية، والمدخل الرئيسي لأي حلٍّ مقبول من لبنان هو وقف الحرب علينا والتنفيذ الكامل للقرار 1701 والبدء بانتخاب رئيس الجمهورية، فينتظم عقد المؤسسات ونستعيد الاستقرار ونبدأ بورشة الإعمار وبناء كل ما هدمته الحرب.
أيضًا، استقبل قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة أمس سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان. كما أكّد السفير البخاري مواصلة دعم المملكة للمؤسسة العسكرية. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري استقبل ايضا في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة السفير البخاري حيث جرى عرض لتطوّرات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية وملف النازحين.
في المقابل، وفي كلمته أمس في ذكرى أربعين السيد حسن نصرالله، قال الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم تعليقًا على “حادثة البترون”: أنا اليوم لن أتّهم، لكني أطالب الجيش اللبناني المعني بأن يحمي الحدود البحرية، أن يُصدر موقفاً وبياناً يُبيّن لماذا حصل هذا الخرق؟ حتى لو قال إنّه لم يكن قادراً وإنّه كان عاجزاً، فليقل أمام العالم ما هو السبب. وأيضاً فليسأل اليونيفيل وخاصة الألمان ما الذي رأوه في تلك الليلة وما الذي فعلوه في تلك الليلة ويُطلع الناس عليه.
في ظل الالتفاف الشعبي حول الجيش والذي تظهر في أكثر من مناسبة على مرّ السنوات الماضية، ثمة أيضًا التفاف رسمي غير مسبوق حوله، يضاف إليه احتضان ودعم خارجيان منقطعًا النظير أيضًا، وقد تجلّى في مؤتمر باريس وفي أكثر من محطة خارجية وفي موقف المسؤولين الكبار في العواصم الكبرى من واشنطن مرورًا بباريس وصولًا الى لندن، يبدو لافتًا وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، أن يكون حزب الله وحده، في هذا الظرف الحساس، ينتقد الجيش اللبناني. كان بإمكانه ان يغض النظر عن حادثة البترون وإلّا يذكرها أو أن يكتفي بإدانتها أو أن يتطرّق الى مصير المخطوف في الحادثة، إلّا أنّه قرر اليوم بالذات، التصويب على الجيش، وذلك لإدراكه بالإحاطة الواسعة به وربما لانزعاجه من هذه المرحلة. “كتّر خيرو قاسم انه لم يتّهم كما قال”، تضيف المصادر، وقد فاته أن الجيش يُسائِل ولا يُسأل وأنّ الحزب لم يسأل أحدًا لا في الجيش ولا في الدولة قبل ان يغرق لبنان في حرب مدمّرة، كما أنّه نسي أنّ الخروق الأمنية التي شهدتها البترون، شهدتها أنفاق الحزب وأدت الى مقتل رأس هرمه. من الثلاثية الذهبية إذا، يبدو أسقط الحزبُ الجيشَ، لكن عليه أن يدرك ان الشعب أسقط “المقاومة” وأوهامها، مِن حساباته، منذ أن أظهرت في 8 تشرين أنّ ولاءها لإيران لا للبنان وأنّها رمت لبنان في النار كرمى لطهران ومصالحها، وما زالت.