تعيش عاصمة الشمال، طرابلس، حالة من الفوضى المرورية غير المسبوقة، نتيجة حركة النزوح الكبيرة إلى المدينة في ظل الحرب الدائرة. هذه الحركة، التي تضاف إلى الكثافة السكانية المعتادة، فاقمت أزمة السير حتى باتت المدينة تختنق، مما استدعى أصواتاً من داخل المجتمع المحلي تطالب بتدخل السلطات المعنية.
ووفقاً لمعلومات “ليبانون ديبايت”، فإن أعداد النازحين قد ازدادت بشكل كبير، مما خلق ضغطاً هائلاً على شوارع المدينة، التي لم تعد قادرة على استيعاب هذا الحجم من المركبات والمشاة. وتعتبر مناطق مثل المستديرات الرئيسية في طرابلس، وخاصة عند مداخل المدينة، نقاطاً سوداء تشهد ازدحاماً دائماً معظم أوقات النهار.
يؤكد ناشطون محليون وفعاليات طرابلسية عبر “ليبانون ديبايت” أن “الأزمة وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة، وزحمة السير باتت لا تُحتمل، حيث يقضي المواطنون ساعات طويلة عالقين في الطرقات”.
في هذا السياق، توجّهت الفعاليات بنداء مباشر إلى الأجهزة الأمنية، وتحديداً إلى قائد سرية طرابلس العميد بهاء الصمد وقائد شرطة بلدية طرابلس ربيع الحافظ، مطالبةً بتدخل عاجل لتنظيم السير. وقد جاءت هذه المطالبات استجابة لما وصفه السكان بـ”حالة اختناق” باتت تهدد حياتهم اليومية وتعطّل الأعمال وسبل العيش.
من جانبها، أكدت مصادر بلدية طرابلس لـ “ليبانون ديبايت” أن الجهود جارية لحل الأزمة، لكنها أشارت إلى أن التحديات كبيرة، إذ لم تشهد طرابلس من قبل هذا المستوى من الاكتظاظ السكاني والضغط المروري.
ويرى بعض الفعاليات أن الحلول الآنية قد لا تكون كافية وحدها للتعامل مع الأزمة المتصاعدة، داعين إلى وضع خطة متكاملة ومستدامة تستجيب للتغيرات الديموغرافية وتطور البنى التحتية في المدينة. فهل ستكون طرابلس قادرة على تجاوز هذه الأزمة؟ أم أن المدينة الشمالية ستظل أسيرة ازدحام يتفاقم يوماً بعد يوم.