كتب ايلي مكرزل في JnewsLebanon
تعود الحياة إلى خشبة المسرح مع عرض مسرحية “قبل ما فل”، التي تمثل أول إنتاج مسرحي بعد توقف دام نحو شهر بسبب الظروف الصعبة. جاءت المبادرة من مسرح مونو، حيث كان المخرج شادي الهبر من أوائل المشجعين على استئناف العروض.
تقدم مسرحية “قبل ما فل” للكاتب ديمتري ملكي، بإخراج شادي الهبر، تجربة مسرحية غنية بالرمزية والأفكار العبثية. النص، الذي يتناول قضايا وجودية عميقة، ليس سهلاً بل يتطلب من الجمهور تأملاً وتفكيراً في المعاني الكامنة خلف الحوار والأحداث.
تدور أحداث المسرحية حول رجل يجلس في غرفته في انتظار طائرته، مما يثير في نفسه ذكريات ومواجهات مع ماضيه. يعبر كمال قاسم عن الصراع الداخلي للشخصية بأداء قوي، يجسد مشاعر الأمل واليأس في آن واحد.
من ناحية أخرى، يلعب كل من كريس غفري وعلي بيضون دورين صامتين، مما يضفي على المسرحية عمقاً خاصاً. هذان الدوران الصامتان يعكسان العزلة والانتظار، حيث يمثلان الأصوات الداخلية والأحاسيس التي تعصف بالشخصية الرئيسية. من خلال حركاتهم وإشاراتهم، يتمكنون من إيصال مشاعر قوية دون الحاجة إلى الكلمات، مما يعزز من فعالية النص العبثي.
كما استخدم الهبر تقنيات جديدة في الإخراج، مثل الإضاءة والصوت، لخلق أجواء درامية مؤثرة تعكس الصراعات النفسية. هذه العناصر المبتكرة تضيف بعداً جديداً للعمل وتساهم في جعل التجربة المسرحية أكثر تفاعلية.
“قبل ما فل” ليست مجرد مسرحية، بل هي دعوة للتأمل في الحياة والخيارات التي نتخذها قبل مغادرتنا، مما يجعلها تجربة فريدة تترك أثرها في نفوس الحضور.