يشهد لبنان في الفترة الحالية ظاهرة مزعجة يعاني منها العديد من المواطنين، وهي الصدمات الكهربائية التي يتعرضون لها عند ملامسة الأسطح المعدنية أو عند المصافحة. تتزامن هذه الظاهرة مع الطقس البارد والجاف الذي يسود البلاد، خاصة مع تأثر الأجواء بتيارات هوائية من الاتجاه الشمالي الشرقي، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة الرطوبة في الهواء.
وبحسب التفسير العلمي لهذه الظاهرة، فإن الصدمات الكهربائية تحدث نتيجة تراكم الشحنات الكهربائية على أجسادنا، وتكون أكثر شيوعاً في الأجواء الباردة والجافة. فعندما تنخفض نسبة الرطوبة، يصبح الهواء أقل قدرة على امتصاص الشحنات الكهربائية المتراكمة على سطح الجسم. ومع الحركة المستمرة واحتكاك الملابس، تتجمع شحنات كهربائية صغيرة على الجلد.
عندما يلمس الشخص جسماً معدنياً مثل مقبض الباب أو باب السيارة، يحدث تفريغ سريع لهذه الشحنات، مما يؤدي إلى شعور فوري بالصدمة الكهربائية. ورغم أن هذه الصدمات تكون عادة غير ضارة، إلا أنها تسبب إزعاجاً كبيراً وتثير القلق لدى العديد من اللبنانيين.
رئيس قسم التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت، محمد كنج، أشار في حديث إلى “ليبانون ديبايت” إلى أن الأجواء الجافة التي تشهدها البلاد هي العامل الرئيسي لزيادة هذه الظاهرة. ومع انخفاض درجات الحرارة، يلجأ الناس إلى الألبسة الصوفية التي تحتوي على النايلون، وهذا ما يجذب الشحنات الكهربائية.