تواجه المستشفيات في هذه الفترة ظروفاً استثنائية بسبب تزايد وتيرة العدوان الإسرائيلي، الأمر الذي ألقي بظلاله على النظام الصحي المثقل أصلاً بالضغوط الاقتصادية.
في هذا الإطار، أكد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة، سليمان هارون، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن “خطط الطوارئ التي جرى اعتمادها كانت المفتاح لتمكين المستشفيات من التعامل مع الأوضاع الصحية المتدهورة”.
وأكد هارون أن “تدريب الطواقم الطبية على كيفية التعامل مع الأوضاع الطارئة هو ما مكّن المستشفيات من التصدي للتحديات الناجمة عن الحرب. فبدون هذه التحضيرات، كانت المستشفيات ستعجز عن الاستجابة للحالات الطارئة أو التعامل مع الأعداد الكبيرة من المصابين”.
وكشف عن أبرز التحديات التي تواجهها المستشفيات حالياً، وهو الضرر المادي المباشر الذي لحق ببعضها نتيجة الغارات الجوية. فقد شهدت مناطق عدة تدميراً جزئياً للبنية التحتية الصحية، مما أجبر بعض المستشفيات على العمل بقدرة جزئية أو حتى الإغلاق الكامل.
ولا تقف المشكلة عند هذا الحد، بل شدد على أن “الأزمة تفاقمت بسبب النزوح الداخلي للطواقم الطبية، الذين غادروا مناطقهم بحثاً عن الأمان، مما أحدث فجوة في عدد العاملين في المستشفيات”.
وأشار إلى أن “إغلاق المرافئ يعدّ تحدياً كبيراً يؤثر على سلسلة الإمدادات الطبية، فاستيراد الأدوية والمستلزمات الطبية من الخارج يصبح أمراً شبه مستحيل، وهنا يكمن الخوف الأكبر”.
إذا، تواجه المستشفيات اليوم تحديات معقدة تجعل من استمرارها في العمل مهمّة صعبة في ظل استمرار الحرب. وبينما تعمل الجهات المسؤولة على التنسيق مع المستشفيات في المناطق الخطرة لتلبية احتياجاتها، يبقى مستقبل الرعاية الصحية في البلاد غامضاً. ومع استمرار تصاعد العدوان، يبقى التخوف الأكبر من تزايد استهداف المستشفيات والبنية التحتية الصحية، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية جديدة في لبنان.