يعود كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون النفط آموس هوكشتاين إلى المنطقة ولكن هذه المرة إلى إسرائيل حيث يصلها يوم غدٍ الأحد، ليستمع إلى آراء المسؤولين الإسرائيليين عن الطرح اللبناني الرافض لأي تعديل على القرار 1701. ووفق هذا الرد، يتحدد مروره ببيروت من عدمه.
وفي هذا الإطار، يعتقد الكاتب والباحث السياسي توفيق شومان، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، بأن “زيارة هوكشتاين إلى تل أبيب هي في إطار المحاولة للحصول على أجوبة على مجموعة الأفكار التي ناقشها في لبنان”، وبالتالي يرى أن “هوكشتاين سيعرض الأفكار على المسؤولين الإسرائيليين، وبخاصة فيما يتعلق بالقرار 1701. فالإسرائيليون بصورة عامة يتكلمون عن الـ 1701 بصورة معدلة، وبالتالي يدخلون عليه القرارين 1559 و1608، لكن المرجعيات السياسية اللبنانية كانت واضحة في رفض أي تعديل وفي رفض أي عودة إلى القرارين المذكورين”.
لذلك يرجح بأن “هوكشتاين يسعى لمناقشة الأفكار التي ناقشها مع المرجعيات السياسية اللبنانية، وبالتالي معرفة أفق الحرب التي تسير باتجاهها حكومة نتنياهو، وفي الوقت عينه، في حال حصل على أجوبة معينة، قد تكون زيارته مؤكدة إلى لبنان، ولكن في حال استمر الموقف الإسرائيلي على تعنته، وهو إدخال القرار 1559 على 1701 مع مجموعة من المطالب الإسرائيلية المتعلقة بتوسيع دور قوات اليونيفيل وكذلك صلاحياتها أو إقامة منطقة عازلة، هنا في هذه الحالة أرجح عدم مجيئه إلى بيروت”.
وبذلك، يرى شومان بأن “الباب أقفل على أي وساطة وعلى أي محاولة لتبريد الجبهة اللبنانية إلى ما بعد الانتخابات الأميركية المقررة في الخامس من الشهر القادم، وربما أيضاً إلى ما بعد تشكيل الإدارة الأميركية الجديدة في مطلع العام المقبل”.
ويؤكد في هذا الإطار، أن “مهمة هوكشتاين هذه المرة في تل أبيب تنحصر بمناقشة الأفكار التي سمعها من المسؤولين اللبنانيين، وعرضها على المسؤولين الإسرائيليين”. ويعتبر بأن “الإجابة القاطعة على مثل هذا السؤال يتعلق بكيفية الإجابة التي يمكن الحصول عليها في تل أبيب، وبناءً عليه يتقرر مصير الحرب إما أن تبقى على حالها أو تتمدد لأشهر معدودة”.
وعن احتمال أن تحسم تطورات الميدان مسألة الحرب، يلفت شومان إلى أنه “لا شك بأن التطورات الميدانية والنتائج التي يمكن أن تسفر عنها المعارك الضارية التي تحصل في الجنوب اللبناني تؤثر على الأفق السياسي وبالتالي على مسار الحرب أيضاً، ومن الواضح أن العدو الإسرائيلي لم يكن يتوقع أن يقابل بمثل هذه الضراوة في المعارك، فهو كان لديه قناعة بأنه يستطيع التقدم بحدود ما يقارب الـ 3 كلم، وحتى إن بعض التقديرات الإسرائيلية رجحت التقدم بين 3 و5 كلم، لكن بعد شهر من بداية العمليات العسكرية وبداية محاولات التوغل والغزو البري وجد العدو نفسه أمام حائط سد دفاعي عنيف جداً وقاسٍ وشرس، لذلك فإن التقديرات التي استبقت العملية البرية، سقطت عملياً في الميدان، وبالتالي دفعت الإسرائيلي إلى إعادة النقاش حول استمرار العمليات البرية ولأي مستوى من الممكن أن يتلقى الخسائر الفادحة”.
وانطلاقاً من ذلك، يشدد شومان على أن “التطورات الميدانية هي التي تفتح المجال أمام أي أفق سياسي، وبالتالي يوجد نوع من التوازن في المعارك الضارية التي تحصل في الجنوب اللبناني”، وبدأ النقاش في الداخل الإسرائيلي وتحديداً بين المستويين السياسي والأمني حول استمرار العمليات البرية.
ويلفت إلى أن ما تم بثه أمس عن احتمال إنهاء العملية البرية خلال أسابيع يعود إلى مراجع ومصادر أمنية إسرائيلية، وهذا ما يؤكد التباين الحاصل بين المستويين السياسي والعسكري. وحسب المعلقين الإسرائيليين، فإن المستوى العسكري وبالتحديد رئيس الأركان يقول: “لا بد من وقف هذه الحرب لأنه على ما يبدو ستكلف الجيش الإسرائيلي الكثير، وتترتب عليه أعباء ليست محسوبة وثمينة، لذا يجب وقف الحرب عند الحدود التي وصلت إليها”، لكن المستوى السياسي على ما يبدو لا زال على قناعة بضرورة استمرار الحرب.
وينبه إلى ضرورة التوقف عند ما بثته هيئة البث الإسرائيلية مستندة إلى دوائر أمنية، فهذا غاية في الأهمية ويدل على التباين الحاصل بين قيادة الجيش ووزير الدفاع من جهة، وبين نتنياهو وحلفائه في اليمين الديني من جهة أخرى.
ومن هنا يرجح أن “النقاش بدأ داخل القيادة الإسرائيلية حول أفق الحرب الميدانية وحول أفق ما يمكن أن تترتب عليه نتائج هذه الحرب من خسائر يتلقاها العدو بصورة يومية”.