كتبت جويس الحويس في موقع JNews Lebanon
أتت زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتين إلى لبنان في وقتٍ تشهد فيه المنطقة تصاعدًا في حدّة التوترات الأمنية والسياسية، وزيادة وتيرة الضربات والغارات التي تنفذها اسرائيل على مختلف الأراضي اللبنانية. زيارة هوكشتين – الذي لعب دورًا أساسيًا في الوساطة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في العام 2022- تثير تساؤلات حول مدى قدرته على تهدئة الأوضاع، وتمهيد الطريق لوقف إطلاق النار في المنطقة.
سياق الزيارة وتوقيتها
حضور هوكشتين إلى لبنان جاء بعد أيام قليلة من عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل بحق قيادات في حزب الله وعلى رأسهم الأمين العام السيد حسن نصرالله، بالاضافة إلى تصاعد التوترات على الحدود الجنوبية، حيث شهدت المنطقة اشتباكات برية عنيفة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، بدون أن ننسى الغارات التي تنفذها الطائرات الحربية الاسرائيلية على الضاحية الجنوبية، بشكل شبه يومي، بحجة استهداف مخازن أسلحة للحزب. في ظل هذه الأجواء، تُعد الزيارة خطوة استراتيجية، خصوصًا أن هوكشتين كان قد نجح سابقًا في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة.
أهداف الزيارة: ما وراء السياسة الظاهرة؟
هناك عدة احتمالات تدور حول أهداف زيارة هوكشتين. فمن جانب، قد تكون واشنطن تحاول تهدئة الوضع على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، خوفًا من توسع رقعة الصراع في المنطقة، خصوصًا في ظل الصراع القائم في غزة. ومن جانب آخر، قد تسعى الولايات المتحدة للتأكد من التزام حزب الله بالتهدئة وضبط النفس، وهو أمر يتطلب دبلوماسية دقيقة ووساطة فعّالة.
هل هناك إمكانية لوقف إطلاق النار؟
من هذا المنطلق، وضمن قراءة لما تلا لقاءات هوكشتين في لبنان، كشفت مراجع سياسية ودبلوماسية أن الأجواء كانت غير واضحة ومتناقضة، خصوصًا لناحية العبارات القليلة التي صدرت عن رئيس مجلس النواب عقب لقائه هوكشتين بقوله إن ” اللقاء كان جيدًا والعبرة في النتائج”.
كما أكدت هذه المصادر أن البعض ذهب إلى حدّ الدعوة للاستسلام وعدم قدرة لبنان على تحمل تبعات استمرار الحرب سواء اقتصاديًا أو اجتماعيًا مع موجة النزوح الكبرى التي شهدتها العديد من المناطق.
فالتوقعات بشأن إمكانية التوصل إلى وقف لاطلاق النار باتت صعبة في ظل الظروف السائدة، وتتوقف المصادر أمام زيارة الموفد الأميركي إلى لبنان في مهمة وصفت الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في ٥ تشرين الثاني، إذ وصفتها المصادر بأنها أضاعت البوصلة المؤدية إلى تبلور أي خارطة طريق تساعد على تطويق الحرب على لبنان.
وتعترف هذه المراجع بأننا فقدنا أي مؤشر يمكن أن يوحي بنجاح هذه الزيارة، خصوصًا أن الضغوط الأميركية التي مورست على إسرائيل لتجنيب بيروت ومطارها إلى جانب البنى التحتية والجيش اللبناني ومعه اليونيفل ومناطق سكنية من لبنان، لم تأت بما اريد لها من ضمانات.
ختامًا، تبقى الجهود الدبلوماسية، مثل زيارة هوكشتين، مفتاحًا لإيجاد حلول مؤقتة للتهدئة في منطقة تعيش على صفيح ساخن. وفي حين قد لا يكون وقف إطلاق النار الشامل قريبًا، إلا أن هذه الزيارات تعكس جهودًا دولية مستمرة للحيلولة دون انفجار الأوضاع إلى حرب شاملة في المنطقة.