إتجهت الأنظار اليوم الخميس تلقائيًا إلى باريس التي استضافت مؤتمرًا لدعم لبنان وجيشه، إلّا أن اللافت كان مشاركة وزير حزب الله في الوفد اللبناني، فما هو سر هذه المشاركة، لا سيما أن الحديث كان يدور عن مساعٍ فرنسية لوقف إطلاق النار والعمل على تطبيق القرار 1701 وانتخاب رئيس للجمهورية وفق المبادرة التي حملها وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الذي زار لبنان الشهر الماضي.
ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن “مشاركة وزير من حزب الله في هذا المؤتمر هي مشاركة لا بأس بها، فهو جزء من هذه الحكومة، ويمكن القول أن حزب الله اليوم يريد أن ينخرط في العملية السياسية، لكن الوزير حمية يمثل حزب الله في التركيبة، لكنه أيضًا يحمل الجنسية الفرنسية ويهمه أن يكون لاعبًا في الوسط في هذه الفترة، تحسبًا للمستقبل”.
ويلفت في هذا الإطار، إلى أن “الجميع يتحرّك على قاعدة أن الأمور قد تتغير ويمكن إنقاذ الوضع في لبنان، مشدّدًا على أن المؤتمر لن يأتي بحلول سياسية ولا علاقة له بالتطور العسكري في لبنان، ووجود الوزير حمية ما هو إلا وجود معنوي، وهدفه القول إن حزب الله ليس بعيدًا عن التفاهمات الدولية ومستعد للذهاب إليها”.
أما فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، فإن الحل والتسوية برأيه أمر بعيد المنال، فلا وقف لإطلاق النار ولا مفاوضات جدية في باريس حول هذا الموضوع، فالتفاوض يجري مع الأميركيين، فليس بيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أي صلاحية للتفاوض حول مسألة وقف إطلاق النار لسبب واحد وبسيط، وهو أن طرفي المعادلة هما الإيراني والأميركي وبينهما الإسرائيلي، وبالتالي الموضوع مختلف الآن تمامًا”.
بالنسبة إلى موضوع الجيش على طاولة المؤتمر، فيجزم حمادة، بأن “هناك توافقًا وتفاهمًا من أجل ضرورة دعمه في هذه الفترة، لا سيما أن المطلوب منه مهام شديدة الأهمية في هذه المرحلة، وخصوصًا بأنه لا بد من وقف إطلاق النار والبحث في مرحلة ما بعد الحرب التي تقتضي انتشارًا للجيش، وتغيير المعادلة في الجنوب، لا سيما جنوب الليطاني ومنطقة عمليات اليونيفيل، وبالتالي، فإن الجيش حاضر في هذه المداولات، دعمه أساسي ويحتاج إلى أكثر من مليار دولار حاليًا من أجل التطويع والتجهيز والتدريب قبل أن ينتشر جديًا في الجنوب، فهو غير قادر في الوقت الحاضر والحرب لم تنتهِ بكل الأحوال، والحرب مرشحة لأن تطول لبضعة أسابيع”.