في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة، بات واضحاً أن الأوراق الحاسمة لم تعد في متناول رئيس مجلس النواب نبيه بري. الساحر الذي كان قادراً على إخراج الحلول من “عين التينة” لم يعد يملك قدرة إيقاف الغول الإسرائيلي، وانتقل المفتاح إلى طهران، حيث تتحكم إيران بالملف بشكل مباشر بعد استشهاد السيد حسن نصر الله. أمام هذه التطورات، لم يعد للأرانب السحرية التي كانت تُخرج من قبعة السياسة اللبنانية أي جدوى، فالقرار اليوم بيد إيران التي تدير مسار الأحداث.
في هذا السياق، صرّح مسؤول لبناني بارز بشأن زيارة المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين إلى لبنان، قائلاً: “هذه الزيارة لا جدوى منها، فقد انتقلت مفاتيح الحلول من لبنان إلى طهران بعد استشهاد السيد حسن نصر الله. الملف أصبح بيد إيران التي تديره بشكل مباشر”. تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تحاول الولايات المتحدة وفرنسا استخدام الدبلوماسية للحيلولة دون اتساع دائرة الحرب وضمان استقرار الأوضاع الأمنية في جنوب لبنان.
وأضاف المصدر: “في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة، وخاصة بعد تهديد إسرائيل بالرد على الضربة الإيرانية الأخيرة، باتت مسألة وقف إطلاق النار في يد المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، ولم يعد للبنان أي دور مؤثر يذكر”.
أموس هوكستين، الذي يشغل منصب كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون أمن الطاقة، يلعب دوراً مهماً في الجهود الدبلوماسية الأميركية في المنطقة، خصوصاً فيما يتعلق بالتهدئة على الحدود اللبنانية مع إسرائيل. ومع ذلك، يرى المصدر أن زيارة هوكشتاين هذه تكاد تكون رمزية، وهي أقرب إلى “رفع العتب” أو زيارة وداعية، تهدف إلى إظهار أن الولايات المتحدة تسعى لوقف إطلاق النار، في حين أن الحلول تتطلب مفاوضات أوسع وأعمق تشمل المفاوض الإيراني والأميركي، وليس مجرد محادثات بين هوكشتاين ومسؤولين لبنانيين.
زيارة هوكشتاين تأتي في وقت حرج، حيث يسعى لتجنب توسع النزاع في المنطقة وتحقيق وقف لإطلاق النار. لكن وفقاً للمصدر، هذه الجهود لن تكون كافية بمفردها، خاصة في ظل الأوضاع المعقدة التي تتطلب مفاوضات دولية شاملة. هوكشتاين كان قد لعب دوراً محورياً في حل النزاع البحري بين لبنان وإسرائيل عام 2022، مما يجعله حلقة وصل مهمة في الجهود الأميركية الرامية إلى تجنب تصعيد أوسع في المنطقة.