وسط تضاؤل الآمال بأي تحرك دولي وتحديداُ أميركي لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، يكشف النائب المستقل أديب عبد المسيح عن بقاء المشهد على ما هو عليه مع دخول السباق الرئاسي الأميركي الشوط الأخير. ويقول النائب عبد المسيح الموجود في واشنطن ل”ليبانون ديبايت”، إن الأولوية اليوم لدى الإدارة الأميركية، تتركز في منع اتساع هذه الحرب أو تطورها إلى حربٍ شاملة بين إسرائيل وإيران في المنطقة، ولذلك، فإن الجهود الدبلوماسية الأميركية حالياً، تحمل هدفاً واحداً وهو الحؤول دون أي تصعيد بين إسرائيل وإيران قد يؤدي إلى الحرب الشاملة، مشيراً إلى أن هذه الجهود هي التي أدت إلى تأخير الردّ الإسرائيلي على الهجوم الإيراني.
وعن انعكاس هذه الجهود على الواقع اليوم في لبنان، يشدد النائب عبد المسيح على أولوية لبنانية يجب التأكيد عليها، وهي الحؤول دون أي فتنة داخلية في ظل هذه الحرب، رغم التحفظ على تفرّد “حزب الله” بقرار السلم والحرب في لبنان.
ويُعرب النائب عبد المسيح عن أسفه لعدم قدرة لبنان على القيام بأي مبادرة أو تحرك على المستوى الدبلوماسي في الخارج، وبالتالي فإن “ما كُتب قد كُتب حيث أن القرار قد اتُخذ، وعلى الجميع ترقب الإنتخابات الرئاسية الأميركية، حيث أنه في الأسابيع الثلاثة الفاصلة عن هذا الموعد، سيقوم بنيامين نتنياهو بما يريده على الأراضي اللبنانية حتى تحقيق أهدافه وهي القضاء على طرق إمداد الأسلحة للحزب”.
ويتحدث عبد المسيح عن تحوّل خطير في السياسة الأميركية، حيث أنه للمرة الأولى تنشر وزارة الخارجية مضمون اتصال هاتفي للوزير أنتوني بلينكن مع الرئيس نجيب ميقاتي، لم يطالب فيه بلينكن بوقف فوري لإطلاق النار كما يطالب لبنان، بل دعا إلى تطبيق القرار 1701 وبانتخاب رئيس الجمهورية.
وبالتالي، يصف النائب عبد المسيح الموقف الأميركي بـ”المتفرج” على الحرب في لبنان، مع استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل، الذي وصل أخيراً إلى مستوى الوصول الدخول مباشرةً وميدانياً على خطّ العمليات العسكرية من خلال منظومة دفاعية ضد الصواريخ.
ويشدد عبد المسيح على أن “الوضع دقيق ويستلزم وعياً وتضامناً لبنانياً على كل المستويات من أجل تمرير المرحلة الصعبة لأن الجميع مُستهدف في هذه الحرب التي باتت على جميع الأراضي اللبنانيين، ما يستدعي حماية المدنيين بالدرجة الأولى، ودعوة حزب الله إلى موقف تاريخي بوقف النار، وترك المجال للدبلوماسية التي ستحدد بالنهاية مسار الأمور”.
وعليه، فإنه من الصعب تكوين صورة واضحة لما يجري في واشنطن بالنسبة للعدوان الإسرائيلي على لبنان، وفق النائب عبد المسيح الذي يؤكد ذلك أن الموقف الأميركي لم يخرج عن سياق الدعم الإنساني للبنانيين والدعم اللوجستي للجيش، بينما على الصعيد السياسي، يبقى موقفاً لا يرتقي إلى مستوى الضغط لوقف هذا العدوان.