يواصل الجيش الإسرائيلي، منذ كانون الثاني الماضي، استهداف قيادات حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب.
وطال القصف الإسرائيلي أحياء مختلفة من الضاحية الجنوبية من بينها الليلكي والكفاءات والحدت والجاموس والغبيري وبئر حسن وبرج البراجنة الذي يضم مخيما للاجئين الفلسطينيين، وقد شهد حركة نزوح كبيرة بسبب انهيار عدد من المباني جراء الغارات العنيفة على الضاحية.
كما استهدفت إسرائيل قيادات في حزب الله داخل حارة حريك بالضاحية الجنوبية والمعروفة بأنها المعقل السياسي للحزب وتضم غرفة عملياته وما يعرف بالمربع الأمني للحزب وبداخلها مراكز الحزب ومؤسساته الاجتماعية والصحية، وقد تم تدميره بالكامل في حرب 2006.
وتقع الضاحية الجنوبية، بين الساحل وجبل لبنان وتشرف على الطريق المؤدية للجنوب، ولا تبعد سوى 5 كيلومترات تقريبا عن مطار بيروت.
يؤكد محللون أن الضاحية الجنوبية لبيروت تعرضت لخرق واضح وباتت مكشوفة أمام إسرائيل، الأمر الذي مكنها من اغتيال قيادات حزب الله وعلى رأسهم السيّد حسن نصرالله.
يعتقد الخبير العسكري العميد الركن فادي داوود، أن الاستهداف الإسرائيلي لقيادات الحزب في الضاحية الجنوبية لا يتم تنفذه عن طريق الاستدارج المسبق، بل أن الأمر متعلق باختراق إسرائيلي قوي للحزب على المستوى الأمني والسيبيراني.
وفي حديث مع “سكاي نيوز”، اعتبر داوود، أن جميع التشكيلات الأمنية داخل حزب الله تعيش في حالة ضعف حاليا، سواء التي تتواجد في الضاحية الجنوبية أو التي تنسق مع جهات رسمية أو التي تتنقل داخل بيئة حاضنة.
ونفذت الطائرات الجوية الإسرائيلية 11 غارة متتالية في الساعات الماضية على الضاحية الجنوبية، وقد طالت مباني عدة في قصف قد يكون أقوى وأشد من الضربة التي اغتِيل فيها نصر الله، واستهدف اجتماعا لكبار قادة حزب الله بينهم هاشم صفي الدين في أعمق مخبأ تحت الأرض، على حد وصف “نيويورك تايمز”.
ولا تفصل بين موقعي استهداف السيّد حسن نصرالله في حارة حريك والمرشح لخلافته رئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين في المريجة في الضاحية الجنوبية لبيروت، سوى 3 كيلومترات فقط.
يؤكد فادي داوود، أن كثافة الغارات الإسرائيلية التي تتعرض لها الضاحية الجنوبية ونجاح إسرائيل في تنفيذ عمليات اغتيال دقيقة يشير وبشكل واضح إلى أن هذه المنطقة لم تعد تمثل حصنا منيعا لقيادات وعناصر حزب الله.