لا ينتظر اللبنانيون وحدهم كلمة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، التي تأتي بعد الضربتين الموجعتين اللتين تلقاهما الحزب في اليومين الماضيين، بل إن الإسرائيليين أكثر ترقّبًا لمعرفة المعادلة التي سيطلقها اليوم، وهو جهز نفسه لأسوأ السيناريوهات التي يمكن أن يعلن عنها الأمين العام.
بالطبع، ووفق مصادر موثوقة، فإن الأمين العام سيبادر في كلمته إلى تعزية أهالي الشهداء وتمني الشفاء للجرحى. وسيطل على التحقيق بشأن ما حدث، دون أن يدخل في التفاصيل، بل سيحسم ضرورة التحقيق الجدي والفاعل والوصول إلى كل من تواطأ في هذه العملية الإرهابية.
ويؤكد، وفق المصادر، على التواطؤ الأميركي الواضح في العمليّتين، كما سيلمّح إلى حساب مؤجل بانتظار ما سينتج عن التحقيق الذي فتحه حزب الله منذ التفجير الأول. ومن المؤكد أنه سيعترف بتقصير الحزب في هذا الإطار، وأن ما حصل من إصابات لن يؤثر حتمًا على قدرات الحزب، الذي لم يقف عند الهجوم بل استمر بعملياته ضد مواقع العدو في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في رسالة تطمين واضحة لجمهوره العريض.
ولن ينسى السيد نصر الله، كما توضح المصادر، الإشادة بالمشهد اللبناني الجامع بعد المصاب الكبير، ويكرر ضرورة أن يقف اللبنانيون موحدين في وجه العدو.
أما عن مستويات الرد على الهجوم، فSيعلن عن تصعيد من دون أن يقول أي كلمة تطمئن العدو، بل سيبقي على عنصر المفاجأة في هذا الرد، كما فعل باستهداف الوحدة 8200 ردًا على اغتيال القيادي فؤاد شكر.
إلا أن اليوم، في تصعيده، لن يقف السيد عند المحظورات التي حكمت الحرب منذ بدايتها، لأن الهجوم طال كافة المناطق اللبنانية، وبالتالي فإن الأراضي الفلسطينية المحتلة بجغرافيتها وناسها لن تكون بمنأى عن الرد، بما يعيد التوازن إلى قوة الردع التي حاولت إسرائيل القفز فوقها في اليومين الماضيين.
وتشير إلى أنه بالطبع سيتناول الوضع في غزة وفلسطين المحتلة والتشدّد على الإستمرار بجبهة الإسناد.
ولكن الشعب الإسرائيلي، الذي يثق بـ”الوعد الصادق” للسيد نصر الله، سيكون متحفزًا أكثر لفك الرسائل المشفرة التي سيطلقها السيد اليوم.