كتب يوسف فارس في “المركزية”:
تنقسم المواقف المحلية من مسألة تحريك الملف الرئاسي المتصدر العناوين السياسية هذه الايام الى قسمين، الاول تفاؤلي ناتج عن حركة دبلوماسية خارجية فرنسية تحديدا ودينامية داخلية اعاد احياءها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في خطابه في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر بدعوته مجددا الى الحوار او التشاور ولاقاه اليها مؤيدا رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. الثاني تشاؤمي يرى ان لا شيئ قابلا للبحث في لبنان قبل وقف النار في غزة على ما يؤكد حزب الله ويعتقد العديد من القوى المحلية والخارجية المعنية بالاوضاع في المنطقة.
جدير بالذكر ان مع وجود الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في السعودية لبحث مجموعة من الملفات من بينها لبنان، أكدت مصادر فرنسية أن باريس طورت خطة رئاسية مع واشنطن للخروج من عنق الزجاجة تنطلق مع اعلان هدنة في غزة تسمح بتمرير استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية مستفيدة من التهدئة بعد قبول الثنائي الشيعي الفصل بين الرئاسة وغزة. بمعنى عدم تجيير نتائج المعارك الحدودية لاحد في الداخل، مشيرة الى ان الخماسية العربية – الدولية لا تتدخل في كيفية اجراء الاستحقاق. يهمها فقط انجازه وملء الشغور الرئاسي في هذه الفترة الحساسة والخطرة لبنانيا واقليميا.
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى يرى ان من المبكر جدا الحكم ايجابا او سلبا على تحرك الخماسية. الافضل انتظار معرفة الحقيقة الكاملة للنتائج التي افضت اليها اجتماعات الرياض بين المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والموفد الرئاسي الفرنسي الوزير جان ايف لودريان. اضافة هناك الاجتماع الذي ستعقده اللجنة الخماسية على مستوى سفرائها في بيروت السبت المقبل .لكن ما يمكن تلمسه على هذا الصعيد الجدية الموجودة لدى الخماسية في حراكها الجديد ومؤشرها زيارة السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري الى عين التينة ولقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري قبل مغادرته الى المملكة والتي لا بد وان تكون حملت مستجدا على خط الرياض – باريس.
ويتابع: ما من لبناني الا ويتمنى انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد .ما يحكى عن امكان التوصل الى هدنة في غزة واستغلالها لملء الشغور الرئاسي نأمل ان يجد له الارضية اللازمة للترجمة. لكن المسار التفاوضي لا يشي حتى الساعة بالايجابية المطلوبة.
وختم مؤيدا كل تحرك ومسار توافقي داخلي لانجاح مسعى الخماسية ولافتا الى ان لبنان لا يقوم الا بتضامن ابنائه وبالحوار الذي كان وما زال السبيل الوحيد لحل كل المشكلات.