كتب محمد المدني في ليبانون ديبايت
بعد فشل خطة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في تشويه صورة النواب الخارجين من التيار، قرر باسيل تحريض بعض التياريين المناصرين له بشنّ حملة تصيب هؤلاء النواب وتطالبهم بالإستقالة من المجلس النيابي على اعتبار أنهم فازوا بأصوات التيار وهذا غير صحيح، كما بات يعلم الجميع.
أن يستقيل نائب من المجلس النيابي ويتخلّى عن مسؤولياته تجاه الشعب عموماً وناخبيه خصوصاً، هو أمر لم يرد في أي عرف أو تقليد أو دستور سياسي. ثم من قال إن أبناء المتن وبعبدا وجبيل يريدون من الياس بو صعب وابراهيم كنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا أن يستقيلوا؟
فهل غاب عن بال باسيل الذي من المفترض أنه حريص على المصلحة العامة أن بو صعب هو نائب رئيس مجلس النواب ويلعب أدواراً سياسية هامة داخلياً وخارجياً كما فعل سابقاً في ملف الترسيم، وهل تناسى أن كنعان هو رئيس أهم لجنة نيابية في المجلس وهي لجنة المال والموازنة التي تصدت وكشفت الكثير من عمليات الفساد؟ وهل غاب عن باله عمداً أن عون هو أحد أهم طابخي القوانين داخل مجلس النواب ويعد صلة الوصل بين عدة كتل نيابية، وهل سقط عن ذهنه أن أبي رميا يتمتع بعلاقات أوروبية وفرنسية تحديداً تساعد في حلحلة عدة ملفات تهمّ لبنان؟
ربما على باسيل إعادة حساباته بشأن المطالبة باستقالة زملائه، الذين وقعوا ضحيته وأطاح بهم واحداً تلو الآخر، وعليه أن لا ينسى أنه رئيس “التيار الوطني الحر” وقد يقرر عن التيار لكنه لا يمثل الشعب اللبناني الذي يرى في النواب المذكورين ما لم يره باسيل نفسه.
لكن يبدو أن مشهدية بكركي أمس عندما حلّ النواب ضيوفاً على طاولة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، هي التي أفقدت باسيل صوابه وجعلته يخشى من اللحظة التي سيولد فيها تكتل نيابي مستقل، سيكون له دوره الأساسي في الحياة السياسية وفي إتمام الإستحقاقات غير المنجزة بسبب باسيل نفسه الذي يطيح بالإستحقاق الرئاسي كي يحقق مصلحته الخاصة بوصول أحد المرشحين الخاضعين له.
ربما على باسيل إعادة حساباته بشأن المطالبة باستقالة زملائه، الذين وقعوا ضحيته وأطاح بهم واحداً تلو الآخر، وعليه أن لا ينسى أنه رئيس “التيار الوطني الحر” وقد يقرر عن التيار لكنه لا يمثل الشعب اللبناني الذي يرى في النواب المذكورين ما لم يره باسيل نفسه.
لكن يبدو أن مشهدية بكركي أمس عندما حلّ النواب ضيوفاً على طاولة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، هي التي أفقدت باسيل صوابه وجعلته يخشى من اللحظة التي سيولد فيها تكتل نيابي مستقل، سيكون له دوره الأساسي في الحياة السياسية وفي إتمام الإستحقاقات غير المنجزة بسبب باسيل نفسه الذي يطيح بالإستحقاق الرئاسي كي يحقق مصلحته الخاصة بوصول أحد المرشحين الخاضعين له.
يشكّل النواب الأربعة حالة صداع لباسيل الذي اعتقد أنه سيتخلص منهم سريعاً وسيكون بمقدوره أن يلغيهم سياسياً ويحجب الأضواء عنهم، فإذا بهم يتحوّلون الى الحدث على المستوى السياسي، يستجلبون الأنظار على حركتهم وخطواتهم المستقبلية.
لن تكون حملة باسيل على النواب للضغط عليهم بالإستقالة أفضل حالاً من كل الحملات السابقة، بل بالعكس فالأرجح انها سترتدّ عليه سلباً لما لهؤلاء النواب من تقدير واحترام في الأوساط الشعبية، مما يزيد من التعاطف معهم كلما حاول باسيل استهدافهم.