على ما يبدو أن الحراك الديبلوماسي الذي حصل خلال الأسبوع الفائت لم يتمكّن من التوصل إلى هدفه وإرساء التهدئة المطلوبة، فلا تزال هناك خشية من توسع رقعة المواجهات على الجبهة الجنوبية مع إنتظار طبيعة الردّ المرتقب من حزب الله وإيران.
المحلّل والكاتب الصحافي غسان ريفي، يرى في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “الرد آتٍ وحتمي لكن ظروف المنطقة ومسألة المفاوضات والأجواء الإيجابية الكاذبة التي بثها الأميركي عنها لا شك من شأنها أن تدفع محور المقاومة بأكمله على تأجيل الضربة والتريث بموعد الردّ لأن الأولوية اليوم هي لوقف إطلاق النار في غزة، فالمقاومة الإسلامية في لبنان لم تكن تريد أن تعطي أي ذريعة لنتنياهو وأميركا أو لأي طرف آخر أن يقول بأن الردّ الذي جاء من لبنان هو الذي عطّل جولة المفاوضات”.
ويشير ريفي إلى أن “هناك بعض التنسيق بين المقاومة الإسلامية في لبنان والمقاومة الفلسطينية حول المفاوضات التي بدأت، لذلك بمجرّد أن تنعى حركة “حماس” بشكل نهائي هذه المفاوضات، سيكون الكلام للأيام والليالي والميدان، لافتًا في هذا الإطار إلى رسالة المقاومة الفلسطينيّة لـ “حزب الله” التي تؤكد على التعاون بينهما وعلى أهمية جبهة الإسناد وأيضًا هي رد على كل من يقلّل من شأن هذه الجبهة في دعم المقاومة الفلسطينية التي خففت الكثير من الحديد والنار على غزة”.
ويشير إلى أن “ثلث جيش العدو الإسرائيلي كان معطلًا على الجبهة الشمالية، سواءً على مستوى العديد أو العتاد أو الجهد الإستخباراتي والأمني والعسكري وغيره، لذلك لو لم يكن هناك جبهة إسناد لكانت كل هذه الأمور إنضمت إلى قوة الجيش الإسرائيلي في غزة وأصبحت المسألة صعبة جدًا، لهذا السبب يعتقد أن هذه الرسالة هي تعبير عن شكر وتأكيد على إستمرار المقاومة في رفع المعنويات، وبأن المقاومة في فلسطين لا تزال حاضرة وقادرة على صناعة معجزات الصمود في غزة”.
ويعتبر ريفي، أنه “عندما تدعو مقاومة فلسطين المقاومة في لبنان بأن تفتح باب خيبر، فهي رسالة تدل على أن الجيش الإسرائيلي مهزوم ومأزوم وبأن المقاومة قادرة اليوم على النيل من هذا الكيان الغاصب، لأن ما يحتاجه هذا الكيان لكي يسقط هو تضامن عربي مقاوم، وللأسف الشديد حتى الآن لا نجد من يقف ويواجه هذا الإحتلال والمجازر التي ترتكب سوى المقاومة الإسلامية في لبنان والمقاومة الفلسطينية وبعض الأحيان أنصار الله الحوثي في اليمن، في حين أن طريق خيبر واضحة لكل العرب والمسلمين وبإمكانهم السير بها في أي لحظة لإيقاف هذا الكيان المجرم عند حدّه، لكن الصمت العربي الإسلامي المطبق والمخزي مستمر تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.