على الرغم من الزيارة الأخيرة التي قام بها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت في محاولة جديدة لمواصلة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف التصعيد، فإنّ ذلك لم يغيّر شيئًا في طبيعة المشهد، ولا حتى مع زيارة الموفدين الفرنسي والمصري، بما معناه أنه حتى اللحظة الحلول تبقى في عالم الغيب.
في هذا السياق، يعتبر الصحافي والمحلّل السياسي جورج علم في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “هذه الزيارات هي لإثبات الدور والحضور لكنها لم تحمل أي جديد، يعني أنه عندما يقوم مسؤول من هذه الدولة أو تلك على هذا المستوى بزيارة بيروت وفق الظروف والأوضاع المعروفة دون أن يحمل مبادرة قادرة أن تبصر النور، معنى ذلك أنه يقوم بسياحة دبلوماسية لإعطاء إنطباع بأن لبنان في دائرة الإهتمام لكن دون أي خطوات إيجابية من شأنها أن تساعد على إصلاح الوضع وإنقاذ البلد مما يتخبط به”.
ويُشير إلى “الزيارة التي قام بها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين ووزير الخارجية الفرنسي، ووزير خارجية مصر الدولة الشقيقة الكبرى الذي جاء بسلة من العواطف والملاحظات وربما ببعض الإرشادات إذا صح التعبير، لكن هذا الأمر لم يقدّم ولم يؤخر، فلا الحل في الداخل اللبناني ممكن ولا حتى الموفدين الذين يزورون بيروت حملوا مبادرات قادرة أن تنقذ لبنان، وبالتالي السياحة الدبلوماسية تمت على حساب لبنان وربما أعطت إنطباعات إيجابية لدى دول هؤلا المسؤولين بأن حكومات دولهم لا تزال تهتم بالقضية اللبنانية، فهذا بإختصار ما يمكن وصفه سواء للموفد الأميركي أو لوزير الخارجية الفرنسي أو حتى للمصري”.
ويرى أن “المميّز بين الثلاثة الذين قاموا بزيارة لبنان مؤخرًا هو وزير الخارجية الفرنسي الذي ترك إنطباعًا، مع التشديد على كلمة إنطباع لأن التجديد لقوات الطوارئ الدولية اليونيفل في الجنوب قد يتم نهاية هذا الشهر بصورة سلسة، مع وجود علامات إستفهام حول ما إذا كانت هذه السلاسة مؤمنة أم أن هناك عقبات قد تعترض في اللحظة الأخيرة التجديد لقوات اليونيفل، في كل الأحوال هذا الأمر سوف تظهر مصداقيته في 31 الشهر الجاري”.