نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنّ “اغتيال القيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر الأسبوع الماضي، كان بلا شكّ رسالة مباشرة إلى أمين عام الحزب حسن نصرالله ومفادها أنهُ إلى جانب الاختراق الإستخباراتي للمنظمة، لا تزال إسرائيل تعرف كيف تلعب في بازار الشرق الأوسط، وتخدع الخصم عبر إيهامه بأنها لن تهاجم العواصم، لكنها في النهاية تنفذ ذلك وتحديداً في معقل الحزب”.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إن “مسألة اغتيال اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس إثر عملية حصلت في طهران، بعثت برسالة إلى إيران والمرشد الأعلى هناك علي خامنئي مفادها أننا نعرف كيف نصل إلى رأس الأخطبوط كما إلى أذرعه، وذلك على الرغم من أنّ إسرائيل لم تتحمل مسؤولية الاستهداف”.
واعتبر التقرير أنه “من وجهة النظر العربية والإيرانية، فإنَّ الاغتيالات التي حصلت تتطلب الانتقام”، متحدثاً في الوقت نفسه عن أن الاغتيال الذي طال هنية في بيت الضيافة الخاص بالحرس الثوري الإيراني، هو دليل على حصول اختراق إستخباراتي.
ويلفت التقرير إلى أن إيران تخلت بالفعل عن الانتقام في الماضي، بعدما قررت اعتماد الرّد المحدود على الولايات المُتحدة الأميركية إثر اغتيال القيادي الإيراني قاسم سليماني عام 2020، وذلك خوفاً من ردّة فعل الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب.
من جهته، علّق العقيد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي جيورا إيلاند على الهجمات الأخيرة التي نفذها “حزب الله” بواسطة الطائرات من دون طيار على إسرائيل.
وفي حديثٍ عبر راديو “FM103″، قال إيلاند إنه “ليس لدى إسرائيل رد معقول على الطائرات من دون طيار التي يطلقها الحزب. الطائرات من دون طيار نفسها هي نماذج أحدث وأكثر هدوءاً وأسرع وأقل قابلية للاكتشاف بواسطة الرادارات. لا نملك إجابة جيدة لهذا الأمر، وبالتأكيد ليس بالحجم الذي اعتدنا عليه في اعتراض الصواريخ التي تصل نسبة إحباطها إلى 90%. لا يبدو أن حزب الله لديه نقص في مثل هذه الطائرات من دون طيار.. إنه بالتأكيد أمر صعب وليس لدينا إجابة معقولة”.
وفي ما يتعلَّق بما سيتم عمله في المنظومة الدفاعية في ما يتعلق بالرد على التهديد الإيراني ومن حزب الله، قال إيلاند: “في غضون عام أو عامين ستكون هناك أنظمة ليزر هنا تخلق ما يشبه الجدار، وهو حل جيد للغاية. مع هذا، فإنّ أكثر الأدوات فعالية هو مدفع فولكان الذي يطلق آلاف الطلقات في الدقيقة، وهو قادر على إسقاط العديد من الطائرات في الجو”.
وفي ما يتعلق بالهجوم الواضح من إيران، قال آيلاند: “إسرائيل تفضل أنه إذا دخلنا في صراع مباشر مع إيران، فإن الولايات المتحدة ستكون معنا. يقول الأميركيون إنهم سيساعدوننا في الدفاع، لكنها لن تساعدنا في الهجوم. هناك مشكلة هنا مع الموقف الأميركي، فبالنسبة لهم، حتى الخامس من تشرين الثاني لن يسمح لهم بالدخول إلى أماكن لا يريدون التواجد فيها”.
وفي ما يتعلق بالعلاقات المزدهرة بين روسيا وإيران، قال إيلاند: “الإيرانيون لديهم قدرات متقدمة للغاية من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار، ولديهم قوة بحرية مثيرة للإعجاب للغاية، لكن قوتهم الجوية سيئة للغاية، ولا تزال تعتمد على أسس قديمة. الحقيقة هي أن الإيرانيين لا يملكون قوة جوية تستطيع التعامل مع أي قوة جوية حديثة، لذلك طلبوا من الروس طائرة سوخوي 35 وهي طائرة مقاتلة متقدمة جداً، ذات قدرات مبهرة، وجزء من غرض زيارة وزير الدفاع الروسي الأخيرة إلى إيران هو الترويج لهذه الصفقة”.
وختم: “روسيا لا تريد حرباً شاملة الآن في المنطقة، لأنها استثمرت الكثير في سوريا في السنوات العشر الماضية وسعت إلى تثبيت استقرار الوضع”.