لا يبدو أن المشهد في غزة سيتغيّر في القريب العاجل بعد الفشل المتتالي للمفاوضات والتي كانت آخر محطاتها روما حيث تمكن الجانب الإسرائيلي من إحباطها بمزيد من الشروط المتعنة.
ويوضح المسؤول الإعلامي لحركة حماس في لبنان وليد كيلاني، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”, أن “ما حصل هو سببه فرض بنيامين نتنياهو شروطا جديدة غير واردة لا بخطاب الرئيس الأميركي جو بايدن ولا حتى في مجلس الأمن”، ومن هذه الشروط حسب كيلاني “عدم عودة النازحين والمسلحين إلى الشمال، ورفضه الإفراج عن أصحاب المؤبدات العالية، وممر فيلادلفيا ومعبر رفح، هذه أهم النقاط في لاءاته الـ 4، هذا إضافة أنه لو وقع أي إتفاقية فهو يريد أن تسمح له بالعودة إلى الحرب عندما يري من أجل تحقيق أهدافه”. إذا وعلاوة على ذلك يعتبر “أننا لا زلنا في النقطة ذاتها”.
أما على المستوى الداخلي الإسرائيلي فهل أصبح هذا الداخل أكثر هشاشة؟ فيلفت كيلاني إلى أن “المسؤولين الإسرائيليين هم من يقول بأنهم على حافة الهاوية والأصح أنهم في الهاوية ذاتها، كما أن تصريحات أغلبية وسائل الإعلام الإسرائيلية تتخوف من تفكك الكيان، مرجحاً أن يكون هذا الأمر واقعياً وليس فيه مبالغة، فعدد من المشاكل الكبيرة حصلت، إضافة إلى مشاكل بدأت تكبر، وكذلك ما حصل في مجدل شمس حيث رفض الأهالي إستقبال نتنياهو والمسؤولين الإسرائيليين، إضافة إلى اقتحام مئات المتطرفين الإسرائيليين من تيار أقصى اليمين معسكر الإعتقال في قاعدة بيت ليد العسكرية بصحراء النقب”.
كل هذه الحوادث، يشير إليها كيلاني على أنها مؤشرات تفكك، وما يحصل ليس خيرا لإسرائيل، حيث بدأت التركيبة الإسرائيلية تتفكك من الداخل، كذلك الكيان الإسرائيلي بدأ يتفكك شيئا فشيئاً، لافتا هنا إلى أن “الجيش الإسرائيلي إضطر إلى سحب بعض الألوية من الضفة وغزة أو من منطقة شمال فلسطين من أجل إرسالها لضبط الأمن في السجن”.
وهل كان طوفان الأقصى هي الشرارة لتفكك الكيان؟ يؤكد كيلاني أن ذلك صحيح 100% فطوفان الأقصى هو من أطلق هذه الشرارة، وما يحصل هو إرتدادات لزلزال طوفان الأقصى”.
ويلفت إلى أن ” أغلب معارك العدو الإسرائيلي كانت تترواح مدتها ما بين الأسبوع والشهر والنصف وحتى من الممكن أن أطول حرب خاضها كانت في لبنان حيث إستمرت تقريبا لمدة 50 يوما وكانت الغلبة بمعنى أن التفوق العسكري له، وغالبا كان هو من يبدأ بنظرية الردع والإستباقية لكنه اليوم فقد ذلك، ففي طوفان الأقصى تبدلت الأمور المقاومة هي من بدأت وحرمت العدو من هذه الميزة بأن تكون الغلبة له”.
من هنا يشدّد كيلاني على أن “طوفان الأقصى أحدث تغيرا وبشكل كبير في المعادلة، كما أنه في السابق لاحظنا وجود تعاطف مع الإسرائيليين أما الآن فنتنياهو أصبح مكروها وكذلك الإسرائيليين أصبحوا مكروهين في العالم في المحكمة الجنائية وفي محكمة العدل الدولية، حتى داخل الولايات المتحدة فلا يغرّ ما شاهدناه في الكونغرس حيث كان مدروسا بينما نتنياهو كان في أحد العواصم الأوروبية متخوفا من الهبوط فيها تحسباً لاعتقاله”.
ويتطرّق إلى تهديداته للبنان حيث لا زال العدو ومنذ 3 أيام يهدد بالرد على لبنان على عملية مجدل شمس، واليوم من الممكن أن يؤجلها على خلفية الاحداث الداخلية.
ويختم كيلاني, بالقول: عملية طوفان الأقصى كان لها دور كبير بهز هذا الكيان، وبالتالي تشتته كما أفقدته ميزة الغلبة، لذا من الطبيعي أنه وفي حال طالت المعركة سنرى التفكك أكثر وأكثر”.