تستمر اللقاءات السياسية والروحية بين أقطاب السياسة والدين في لبنان من دون أن تتمكّن من إحداث خرق ما، لكن في الكواليس السياسية الكثير من الحديث عن اليوم التالي للحرب لا سيّما بما يتعلّق بالحدود والملف الرئاسي.
وتتوقّف مصادر مطّلعة لـ “ليبانون ديبايت” عند الخلوة التي جمعت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والتي أكّدت أنه لا يمكن التعويل عليها، وهي لم تتعدَّ المناسبة الدينية وإقامة القداس على عادته واللقاء الجانبي لن يغير من المشهد الداخلي شيئاً.
لكن المصادر تلفت إلى أن المؤثّر الحقيقي في المشهد الداخلي هو في عين التينة وحارة حريك، أي عند الرئيس نبيه بري وحزب الله بالتنسيق المستجد مع التيار الوطني الحر بشخص جبران باسيل والعلاقة التاريخية بين رئيس المجلس نبيه بري وبيك المختارة وليد جنبلاط.
وتتوقّع المصادر أن يتم التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في مهلة قد لا تتعدّى العشرة أيام في غزة وبالتالي في جنوب لبنان، ممّا يعني أن الإهتمام سينصبّ على الملف الرئاسي والتوجّه إلى انجازه بالسرعة الممكنة.
ويتوقّع أن هذا التوافق “الرباعي” سينتج تسوية الرئيس بمعزل عن حزب القوات اللبنانية المعارض وحزب الكتائب ولكن بالتوافق مع بعض النواب المستقلين ونواب السنة، والتركيز يتم حاليا على استقطاب باسيل لتنتهي التسوية.
ولكن ماذا عن المشهد الأميركي وتأثيره في الملف الرئاسي؟ تنبّه المصادر إلى أن الهدف الأميركي أولاً وأخيراً هو النفط والغاز وليس من مصلحتهم تأجيج الوضع مع إسرائيل أو حتى بالداخل اللبناني.
وتبدي المصادر تفاؤلاً كبيراً بوقف إطلاق النار خلال أسبوعين والمرجح قريبا، وأن يتم انتخاب الرئيس في شهر آب. مؤكدة أن إسرائيل عاجزة عن الإستمرار بالحروب لذلك فإن وقف إطلاق النار شبه حتمي خلال أسبوعين.
وتؤكد أن نتنياهو لن يحصد من زيارته إلى واشنطن سوى كيساً فارغاً لا يمكن صرفه على الجبهات أو في الداخل الإسرائيلي.