كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
كان الهدف من اطلاق حزب الله عمليات الإشغال جنوبا، في ٨ تشرين الماضي، مساندة غزة ودعمها للصمود في وجه الحرب التي أطلقتها عليها إسرائيل غداة طوفان الاقصى. لكن زمن هذه المواجهات طال، ودائرتها اتسعت تباعا.
ليل السبت، استهدفت الطائرات الإسرائيلية بغارة بلدة عدلون تبعتها أصوات انفجارات متتالية سمعت في المنطقة. ووفق المعلومات، تم استهداف مخزن للأسلحة والصواريخ تابع لحزب الله ما تسبب بانفجارات متتالية. وأدت الغارة الى تطاير شظايا بشكل كبير في اتجاه الأماكن المحيطة بمكان القصف وتحديداً نحو بلدتي الخرايب وأنصارية، فأطلقت بلدية الخرايب نداء الى المواطنين لإلتزام المنازل بسبب تطاير الشظايا الناجمة عن القصف الذي طال عدلون. كما تحدثت المعلومات عن أنّ فرق الإسعاف والإطفاء تعذر عليها الوصول إلى مكان القصف بسبب الشظايا المتطايرة، وطُلب من الناس الإبتعاد عن المنطقة قدر الإمكان نظراً لخطورتها ما أحدث حالة من الذعر بين الاهالي، وتم قطع اوتوستراد صيدا صور بالكامل وحوّل السير الى داخل القرى والبلدات، ما أدى الى وقوع اصابات اذ تم نقل 4 نساء إلى المستشفى.. ايضا استهدفت الغارات الإسرائيلية مدينة بنت جبيل، أطراف المجادل والشهابية ما أدى إلى وقوع إصابات وتوجهت سيارات الإسعاف إلى المكان، كما طالت الغارات، العديسة وكفركلا. اما الاحد، فالضربات الإسرائيلية جنوبا لم تكن ارحم وتسببت ايضا بسقوط عناصر في حزب الله. فرد الاخير بتكثيف ضرباته في شمال اسرائيل والجولان…
تسرد مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية” كل هذه التفاصيل، لتسأل: أين ما يجري اليوم على الارض، مِن الهدف الذي وُضع لفتح جبهة الجنوب والمذكور أعلاه؟ غزة باتت اليوم مدمرة مهجرة لا ناس فيها ولا حياة، بينما الضربات الإسرائيلية القاسية انتقلت الى الداخل اللبناني ووصلت الى عدلون، في وقت يتوعد حزب الله بأنه سيضرب اهدافا جديدة في اسرائيل تباعا. الامور تدحرجت اذا نحو مكان آخر: قصة مساندة غزة انتهت وعمليات الاسناد لم تنفعها في شيء، وبدأت الان قصة اخرى قد يكون لبنان اهم ابطالها او ضحاياها.. هذا ما كانت تنبه منه المعارضة منذ ٨ تشرين الاول، وقد خُونت حينها من الممانعين ولا تزال تُخوَّن. مَن يدري، ربما فعلا وَضعُ مصلحة بلدنا فوق اي مصالح او قضايا، ايا تكن هذه القضايا، خيانة!