نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة مقالاً جديداً لأليكس ناتشومسون، قال فيه إن “ما يبدو حالياً هو أنه لا مفرّ من حربٍ شاملة مع لبنان تؤدي إلى هزيمة حزب الله”، مشيرة إلى أنهُ “من أجل إدارة هذه الحرب بشكلٍ صحيح، يجب على إسرائيل أن تُوضح للدولة اللبنانية أنها هي أيضاً ستدفعُ ثمناً باهظاً”.
ويقولُ المقال الذي ترجمهُ “لبنان24” إنَّ مفتاح تشابك المعضلات على الحدود الشمالية يكمن في القرار 1701 الذي أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 2006 وشكل الوتر الأخير في حرب لبنان الثانية الفاشلة، ويضيف: “لقد ألزم القرار الدولة اللبنانية والأمم المتحدة بسحب القوات المسلحة من جنوب لبنان، فيما تعهدت الأمم المتحدة بزيادة قوة اليونيفيل بمقدار 15 ألف جندي ومساعدة الجيش اللبناني على تعزيز تواجده في الميدان. كذلك، تتعهد الأمم المتحدة في القرار المذكور باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان عدم استخدام مناطق نشاطها للقيام بأعمال عدائية من أي نوع. كذلك، فإن إسرائيل ملزمة بسحب قواتها من كافة الأراضي اللبنانية والوقوف عند الحدود الدولية – الخط الأزرق”.
وذكر الكاتب في مقاله أن لهذا القرار 3 أطراف، الأمم المتحدة، الدولة اللبنانية وإسرائيل، زاعماً أنه “لم يحدث أي شيء من مضمون الـ1701 سوى انسحاب الجيش الإسرائيلي”، وأردف: “حرب السيوف الحديدية تُشن على جبهتين قطاع غزة وعلى الحدود الشمالية مع لبنان. نتيجة لذلك، تم إجلاء سكان الشمال من منازلهم ومستوطناتهم ومدنهم ومستعمراتهم. في الوضع الحالي، يجب على المرء أن يفكر في ما هو أسوأ. هناك 3 خيارات مطروحة على الطاولة: اتفاق ينهي حالة الأعمال العدائية مؤقتاً، أو استمرار المناوشات ذات الكثافة المتزايدة التي تجمع بين إطلاق النار من الاتجاه المعاكس وطلعات هجوم جوي على أهداف عسكرية لحزب الله، أو شن هجوم عسكري على طول خطوط الحدود ضد حزب الله في جنوب لبنان واحتلال المنطقة والقضاء على قوات الحزب وعناصره العسكرية”.
وأكمل المقال: “يبدو أنه لا مفر من الخيار الثالث. رحلات الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين للتوصل إلى اتفاق مع حزب الله لوقف الصراع، لم تؤد إلى نتيجة حتى الآن. إن الاستمرار في المناوشات وشن حرب استنزاف ثابتة أمر غير وارد. عشرات الآلاف من الذين تم إجلاؤهم والأرض المحروقة ثمن لن تتحمله البلاد طويلاً. ما تبقى هو حرب شاملة ستؤدي إلى هزيمة حزب الله. ومن أجل إدارة هذه الحرب بشكل معقول، يجب المضي نحو مواجهة الجهة الأساسية وهي الدولة اللبنانية، وعملياً، فإن القرار 1701 يتطلب سلطة لبنانية ذات سيادة وليس حزباً يفتقر إلى الوضع القانوني والسياسي”، في إشارة إلى حزب الله.
وأشار المقال إلى أنه على إسرائيل أن توجه إنذاراً نهائياً إلى الدولة اللبنانية مفاده إنه إذا لم تتحرك لتنفيذ دورها في تطبيق القرار 1701، فإن تل أبيب لن تحصر هجماتها ضد أهداف “حزب الله” في جنوب لبنان فحسب، بل ستلحق بدلاً من ذلك الضرر بأهداف حيوية في لبنان، بحسب “معاريف”.
ويلفت المقال إلى أن هجمات إسرائيل ستؤدي إلى إغراق بيروت بالظلام وضرب مراكز إمدادات المياه للمدينة وإغلاق مطار بيروت الدولي، وتابع: “الحرب هي عالم من عدم اليقين كما قال بحق الخبير الاستراتيجي كارل فون كلاوزفيتز، ولكن في بعض الأحيان لا يمكن تجنبها. وفي ما يتعلق بقرار تجنب الحرب بأي ثمن، قال استراتيجي آخر، ونستون تشرشل: (بين الحرب والعار، إذا اخترت العار، فستحصل في النهاية على الحرب والعار معاً).. في إسرائيل، لقد سئمنا من العار”.