قد يتمثل المؤشر الأكثر جدية الى تصاعد أخطار نشوب حرب واسعة بين إسرائيل و”حزب الله” في لبنان بتكثيف حركة الزيارات واللقاءات الأميركية الإسرائيلية على نحو يعكس التواصل الاستثنائي بين الجانبين في شأن الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية تحديداً ولو مترابطة مع تطورات حرب غزة . فالأيام الأخيرة أبرزت صعود الاهتمام الأميركي بالواقع الميداني المتفجّر على جبهة الجنوب اللبناني وتقدمه في أولويات الإدارة الأميركية بشكل لافت على خلفية تصعيد التحذيرات الأميركية من اشتعال حرب واسعة في لبنان . وإذ يبرز هذا التطور من خلال ايفاد كبير مستشاري الطاقة للرئيس الأميركي ايموس هوكشتاين الاثنين المقبل إلى إسرائيل فان الكشف عن زيارة قريبة مفاجئة لوزير الدفاع الإسرائيلي لواشنطن تتصل بخطر الحرب في لبنان أضفى دلالات ساخنة وطارئة على الأجواء المشدودة التي تحكم واقع الجبهة اللبنانية الإسرائيلية في الفترة الأخيرة رغم كل الشكوك بل واستبعاده أي حرب واسعة تقدم عليها إسرائيل من جانب “حزب الله” .
وكان الوضع الميداني حافظ على نسبة عالية من السخونة أمس حيث استهدفت مسيّرة، دراجة نارية على تقاطع بنت جبيل – مارون الراس، ممّا أدّى إلى سقوط قتيل وإصابة آخر. واشتعلت الدراجة النارية إلى جانب الطريق، قبل أن تعمل فرق الدفاع المدني على إطفائها.وفي وقت لاحق، أعلنت “حركة الجهاد الإسلامي” مقتل أحد أعضائها في هجوم إسرائيلي جنوب لبنان. وقالت الحركة إن الضربة أدت إلى مقتل محمد زهير خليل جلبوط، المعروف أيضا باسم “أبو خليل”، الذي يحمل الجنسية الفلسطينية. وأفيد عن إصابة سيدة برصاصة جراء التمشيط الذي نفذه الجيش الإسرائيلي على الوزاني وتم نقلها إلى مستشفى مرجعيون. وتعرضت أطراف بلدة ديرميماس وتلة العزية لقصف فوسفوري، بهدف إشعال النيران في احراج البلدة. وتواصل القصف الإسرائيلي المتقطع على أطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي.
وفي الترددات الديبلوماسية للواقع المتدهور أعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم المتزايد من احتمال أن تبدأ إسرائيل الحرب ضد “حزب الله”. واعتبر المسؤولون أن “ضربات إسرائيل الأخيرة داخل لبنان قد تكون تمهيدًا لهجوم أوسع”.
وقالت هيئة البث العبرية امس إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت سيصل قريباً إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية هي الثانية منذ بدء حرب غزة. وأضافت انه من المتوقع أن تتم زيارة غالانت إلى واشنطن هذا الشهر، أي قبل رحلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمخاطبة الكونغرس، وسيناقش غالانت التطورات الأمنية، لا سيما المخاوف الأميركية من اندلاع حرب شاملة بين لبنان وإسرائيل.