نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ الحرب القادمة ضد لبنان، يجب ألا تكون موجهة ضدّ “حزب الله” فقط، بل ضدّ الكيان اللبناني ككل، أي الدولة هناك.
واعتبرَ التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” أنَّ الطريقة الوحيدة لإقامة معارضة تقاتل “حزب الله” في لبنان، هي إلحاق ضرر كبير بالدولة وإعادتها عقوداً إلى الوراء، وأضاف: “من يظن أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله بدأت في 7 تشرين الأول 2023، فهو مُخطئ.. من يعتقد أن هذه الحرب ستنتهي باتفاق وتفاهم بضمانة أميركية أو فرنسية أو عربية، فسيكونُ مُخطئاً أيضاً.”
ويُكمل: “لقد بدأت الحرب عام 1982 عندما أنشأ الإيرانية حزب الله لمُحاربة إسرائيل التي احتلّت بيروت، وضد القوى الأجنبية لاسيما أميركا وفرنسا اللتين أرسلتا قوات لتثبيت وجودهما في لبنان”.
وأستطرد: “إنَّ فرصة التغيير التي ستحدث في لبنان، والتي ستؤدي إلى قيام معارضة ستحارب حزب الله، لا يمكن أن تأتي إلا من داخل المجتمع الشيعي. لا المسيحيون ولا السنة ولا الدروز قادرون على استخلاص القوة منهم، والتي من شأنها أن تشكل ثقلاً موازناً لحزب الله. ومع ذلك، ومن أجل إثارة مثل هذه المعارضة، يجب على إسرائيل أن تلحق أضراراً جسيمة بكل البنية التحتية اللبنانية، وأن تعيد هذا البلد عقودا إلى الوراء ومثال على تطبيق ذلك يكون من خلال قصف وتدمير محطات الطاقة والمصافي والبنوك والموانئ والمطار”.
وتابع: “لقد مرّت 8 أشهر منذ أن تخلت دولة إسرائيل عن المستوطنات الشمالية وطردت سكانها من منازلهم. مع مرور كل يوم، يزيد حزب الله الضغط العسكري على إسرائيل، ويلحق بها أضراراً في الأرواح والممتلكات، ويكتسب الخبرة والثقة بالنفس. لكن أي هجوم عسكري في لبنان لا ينبغي أن يكون موجهاً ضد حزب الله فقط، فالضرر يجب أن يلحق بكامل الكيان الذي كان ذات يوم دولة لبنان”.
وأكمل: “يعيش في لبنان العديد من المواطنين، وهناك فئة كبيرة لا تتفق مع حزب الله وأهدافه، كما أنها لا تتعاطف مع أنشطته ضد إسرائيل. إن هذا الموقف لا ينبع من حب إسرائيل، بل يأتي من فهم أنّ حزب الله لا يعمل لمصلحة لبنان، وأنّ ما يقوم به التنظيم يضرّ باللبنانيين وببلدهم”.
وأردف: “خلال تأسيس حزب الله في ثمانينيات القرن الماضي، كان الإيرانيون يهدفون إلى إنهاك إسرائيل واستنزافها. وعندها انسحب الإسرائيليون من لبنان عام 2000، صفق الكثيرون لهذا الأمر، بينما لم يفهموا أن حزب الله لن يعمل على تقليص قوته العسكريّة والضغط على إسرائيل أكثر، في حين أن الإتفاقيات المشكوك بها مثل القرار 1701 الذي صدر عام 2006 عقب حرب لبنان الثانية أو اتفاقية الغاز عام 2022، لا يمكنها إبعاد الحزب إلى منطقة ما وراء نهر الليطاني في جنوب لبنان”.
وأكمل: “سترتكب إسرائيل خطأً فادحاً إذا بدأت هذه الحرب بمهاجمة القرى الشيعية في جنوب لبنان. مثل هذا الهجوم سيكلفنا ثمناً باهظاً من الضحايا، وقبل أن يحقق حتى المكاسب الجزئية، سيتم إيقاف الهجوم من قبل الإدارة الأميركية والدول الأوروبية المُحبة للسلام”.
وقال: “هذا الوقف سيكون مصحوباً بالطبع بضمانات أميركية وغيرها، وهي لا تساوي الورقة التي سيوقعون عليها. عملياً، فإنّ الإتفاق الذي من شأنه أن يجعل حزب الله ينسحب إلى ما وراء الليطاني، سيجري انتهاكه في غضون أيام قليلة، مثلما حصل مع القرار 1701 الذي لم يصمد ولو ليومٍ واحد”.
وختم التقرير بالقول: “الهجوم الإسرائيلي يجب أن يبدأ بشكل واسع في شمال لبنان والعاصمة بيروت، وفي الوقت نفسه يضرب مستودعات الأسلحة ومواقع إطلاق الصواريخ المعروفة للمخابرات الإسرائيلية، وعندها فقط يهاجم مواقع حزب الله والقرى الشيعية في جنوب لبنان. لا شك أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستتضرر بشدة في هذه الحرب، وسوف تتضرر المستوطنات ومرافق البنية التحتية. ومع ذلك، لا ينبغي مقارنة قوة الدمار في أيدي إسرائيل بالقوة التي في أيدي حزب الله، ومن ليس على استعداد لاستيعابها، فمن الأفضل له أن يحزم أمتعته وينتقل للعيش في دولٍ أخرى”.