كتب شربل الصياح في موقع JNews Lebanon
عَرف لبنان و اللّبنانيّون الاضطرابات والصراعات المتكررة على مدى عقود ، ففي وقتٍ يمرّ لبنان بأسوأ أزمة إقتصاديّة و نقديّة و إجتماعيّة و أمنيّة لم ترحمه مشاكل المنطقة ” اللّعينة ” المتكرّرة من أن تؤثّر عليه .
إن إندلاع الصراع العسكري القائم في الجنوب اللبناني وتصاعد حدّة الإشتباكات و العمليات العسكرية موضوع يستحق البحث والتأمل .
أصبح من الواضح أنّ إيران لا تريد الحرب و الولايات المتّحدّة متلاقية تماماً مع هذا الموضوع .
لكنّ إدارة نتنياهو لن تسمح بأنّ يمرّ ملف المستوطنين الإسرائيليين الذّين نزحوا من الشّمال إلى تل أبيب و ضواحيها و يقارب عددهم بين الثمانين ألف و المئة و عشرون ألف دون أن تعالجه بتثبيت وجود عسكري أوسع في الجنوب اللّبناني ، ممّا يعرّض الدّولة اللّبنانيّة لخطر الحرب الفعليّة مع إسرائيل .
لقاء معراب كان ” حكيم ” لجهة الشّكل ، المضمون و التّوقيت لاّنه هدف لحماية ما تبقّى من الدّولة اللّبنانية من أن تنزلق إلى الصّراع الإقليمي القائم ،
الذّي لم تشهده المنطقة من قبل .
فبتطبيق القرار الدّولي ١٧٠١ من قِبل الدّولة اللّبنانية قد يمنع إدارة نتنياهو من استكمال خطّة تثبيت الوجود العسكري الإسرائيلي بشكل أوسع في جنوب لبنان و يجنّب الدّولة اللّبنانية أن تدخل بشكل رسمي في الإشتباك الحاصل .
فخطوة الدّكتور جعجع تجاه لقاء المعارضة في معراب ، أتى بعد ضغطٍ أمريكي على الدّولة اللّبنانيّة من جهة و زيارة وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه من جهة أُخرى لتجنيب الأخيرة الصّراع المدوّي الحاصل في الجنوب اللّبناني .
أمّا بالنّسبة لإسرائيل فالمسألة باتت أبعد من القرار ١٧٠١ لأنّ مصير رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو متعلّق بمصير المستوطنين الإسرائيليين و هو بمثابة ملف أمني لا يمكن تخطّيه بدون تغيير في الإستراتيجية العسكرية و الأمنيّة في الشّمال .
إن التزمت الدّولة اللّبنانيّة بتطبيق القرار ١٧٠١ كاملاً كما نصّ عليه بيان لقاء معراب فهذا سيؤدي حتماً لخربطة خطّة نتنياهو لتثبيت وجود عسكري إسرائيلي أوسع في الجنوب اللّبناني و يجنّب الدّولة اللبنانية حربٍ لم تَرد أن تدخل فيها .
إنّ القاصي و الدّاني يعلم تمام العلم أنّ وجود دولة لبنانيّة فعليّة و قويّة ، قد يؤدي إلى تغيير في ديناميات المنطقة بشكل عام وعلاقات القوى بشكل خاص .
تقوية الدّولة اللّبنانية قد تعني قدرة أكبر على مواجهة إسرائيل في حال حدوث أي توتر أو صراع.
بالإضافة إلى ذلك ، قد يتسبب ذلك في تعزيز الدعم الدولي للفلسطينيين وقضيتهم ، مما قد يؤدي إلى زيادة الضغط على إسرائيل للتوصل إلى حلّ نهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
و هذا ما لا يريده محور الممانعة ، لأنّ هذا يؤدّي حكماً إلى اضمحلال أسباب وجود النّفوذ الإيراني في المنطقة فينتهي دور إيران الإقليمي.