خاص موقع JNews Lebanon
أطلّ علينا الياس المرّ أحد أقطاب الإقطاع السياسي في لبنان، مهاجماً أحزاباً كالكتائب و القوّات اللبنانية، و تلميحه إلى إمكانيّة التحالف مع جبران باسيل. يُظهر هذا التوجّه كيف يمكن للأيديولوجيا الإقطاعيّة أن تتشابك مع المصالح الشخصيّة و التجارة السياسية، حيث يُعتبر باسيل، الطامح لتحويل نفسه إلى زعيم إقطاعي، مثالاً على كيفيّة تحوّل السياسة إلى مجال للتجارة، حيث النفوذ و السلطة هما عُملات التفاوض الرئيسية.
النقد الذي يوجّهه المرّ للأحزاب التقليديّة ينبع من التوجّه الإقطاعي الذي يرى السياسة كأداة للسيطرة و التحكّم بدلاً من كونها وسيلةً للتعبير عن الإرادة الشعبية. يظهر هذا التوجّه جليّاً في استراتيجيّته للتحالفات التي تُبنى على أساس المصالح المتبادلة أكثر من كونها مبنيّة على قواعد أيديولوجية أو مبادئ ديمقراطية. البيوت الإقطاعية، بما فيها عائلة المرّ، غالباً ما تخشى من الأحزاب السياسية لأنّها تعتقد أنّ هذه الأحزاب قد تقلّل من نفوذها التقليدي و تحدّ من سيطرتها على المناطق التي يتزعّمونها.
من خلال هذه التصريحات و المواقف، يُقدّم الياس المرّ كمثال على السياسيين الذين يستمرّون في استغلال الأطر الإقطاعيّة في عصرٍ يُفترض أن يتّسم بالشفافيّة و المساءلة. السياسة، في هذا الإطار، لا تزال تُستخدم كمسرح للمناورات الخاصّة التي تخدم الأفراد على حساب الجماعة. يتكاتف المرّ مع تاجر السياسة مثله ضدّ الأحزاب لأنّ توحيد الجهود بينهما يمكن أن يكون وسيلة فعّالة للحفاظ على الوضع القائم و منع أيّ تغييرات قد تؤثّر على مصالحهم المشتركة.