خاص موقع JNews Lebanon
في هذه الأوقات الصعبة التي يمرّ بها لبنان، و التي تتعقّد فيها الأزمات و تتّسع فيها دائرة المأزق السياسي و الاجتماعي، يطلّ على اللبنانيين بعض من المأجورين لمهاجمة القوّات اللبنانية. يبرز دور القوّات كأحد اللاعبين الرئيسيّين على الساحة السياسية، و هو أمر يدفع بعض ممّن يُسمّون بالكتّاب و المحلّلين، المعروفين بتبعيّة مواقفهم الكاملة لحزب الله، للتركيز على القوّات. يجد هؤلاء في تنامي دور القوّات اللبنانية الوطني و موقعها المعارض للحزب، سبباً كافياً لتناسي مآسي الناس و مشاكل البلد، متجاهلين السياق الأوسع للمشهد اللبناني، و يركّزون بدلاً من ذلك على حزب واحد.
من الضروري إدراك أنّ موقع القوّات اللبنانية اليوم هو نتيجة للمبادئ التي ظلّت ثابتة عليها و الدور الذي تقوم به في محاولة لحماية توازنات القوى داخل البلاد. للقوّات ثبات في مواقفها السياسية و مبدئيّتها مشهود لها، حتى من قبل خصومها، ممّا يجعل من الصعب على منتقديها الطعن في نزاهتها أو حتى اتّهامها بملفّات فساد، و هي معروفة بعدم دخولها في لعبة المحاصصة و بنظافة كفّها.
المحاولات المتكرّرة من قبل البعض لتحميل القوّات اللبنانية مسؤوليّات تفوق حجمها أو دورها الفعلي في الحياة الاجتماعية اللبنانية، بدعوى الغيرة على المجتمع المسيحي أو حماية مصالحه، تتجاهل عمداً الدور الأساسي الذي يجب أن تقوم به الدولة. التركيز على القوّات اللبنانية، بدلاً من العمل على إصلاح و تعزيز مؤسّسات الدولة التي عانت من التدهور بفعل سياسات و ممارسات مختلف الفصائل بما فيها التيّار الوطني و الثنائي الشيعي، يعدّ تحويلاً للانتباه عن الجذور الحقيقيّة للمشكلات التي تواجه لبنان.
إلتفاف الناس من مختلف الفئات حول القوّات اللبنانية و دعمهم لها يعكس إدراكاً عميقاً للدور البناء الذي يمكن أن تلعبه في الحفاظ على التوازن و الاستقرار داخل البلاد. هذا الدعم المتنامي هو أكبر دليل على أهميّة و ضرورة دور القوّات في هذه اللحظة التاريخيّة الحرجة، و هو ما يزعج بعض الأطراف التي تفضّل رؤية لبنان في حالة من الضعف و التشرذم.