إنعكست الأزمة الإقتصادية التي تعصف في البلاد على القطاع الصحي, إلا أن الحصة الأكبر كانت لمرضى السرطان لا سيّما أن أكثر من 50% من أدوية السرطان وأدوية الأمراض المستعصية غير متوفرة, وما زاد الطين بلّة اليوم, الحديث عن إنقطاع أقراص المورفين في لبنان, والتي تخفّف الألم الشديد والمزمن لهؤلاء المرضى.
وفي هذا الإطار, أكّد رئيس جمعية بربارة نصار, هاني نصار لـ “ليبانون ديبايت”, أن “الشركة المستودرة للمورفين في لبنان, لا تملك أي نوع منه”, واصفاً هذا الأمر “بالمرعب”, لا سيّما أن المرضى الذين يحتاجون لهذا الدواء هم المرضى الذين يعانون من آلام شديدة لا تحتمل نتيجة العلاج”.
وكشف عن أن “الشركة المستوردة في لبنان تلّقت وعداً أنها ستستورد كمية بين شهرَي نيسان وأيار, إلا أن هذه الكمية قليلة وغير كافية, وهي بالتالي ستكون آخر كمية يتم شحنها من الشركة العالمية المصدرة Mundipharma, على اعتبار أن الشركة أبلغت وزارة الصحة أنها ستتوّقف عن تصنيع المورفين”.
وأشار إلى أنه “تواصل مع وزير الصحة فراس الأبيض, الذي عبّر عن ارتياحه, على اعتبار أن شركة “فارمالاين” ستكون البديل المحلي الذي ستقوم بتصنيع المورفين في لبنان, وأن الشركة تعمل بشكل متواصل من أجل تصنيعه وفق المعايير العالمية”.
ولفت إلى أنه “عندما تواصل مع شركة “فارمالاين”, تبيّن أن المورفين الذي سيتم تصنيعه, مورفين “شراب” وليس “أقراص”, وهذا لا بليّ حاجات المرضى, ويحمل مخاطراً عديدة في تحديد الجرعة المتوجب تناولها, وهذا ما أكّده لي أكثر من مرجع طبي”.
وكشف عن أنه “سيلتقي الوزير يوم الجمعة المقبل, لمعالجة الأمر في أسرع وقت ممكن، ولمعرفة الأمور كيف ستسير”.
وأكّد نصار, في الختام أن “مرضى السرطان يعانون الأمرين في لبنان, وهم يعيشون حالة رعب شديدة, وآلامهم لا تحتمل حتى أن البعض لا يكف عن الصراخ من الألم, والبعض منهم فكّر بالإنتحار لإنهاء معاناته حيث لا يستطيع حتى النوم”.
واللافت أن وزارة الصحة تستمر في مقاربة الأمور بخفة تامة، وهي كانت على علم مسبق بما يعانيه هؤلاء المرضى, فلماذا لم تبادر إلى تأمين البديل قبل وقوع المأساة؟.