يتّفق العلماء أنهم لا يستطيعون التنبؤ بالزلازل، لكن مع إقتراب مرور عام على وقوع الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا في شباط العام الماضي 2023 والتي إمتدت إرتداداته إلى لبنان، تكثر المخاوف مع التحذيرات التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي من تكرار كارثة زلزال 6 شباط.
في هذا الإطار، يؤكّد المسؤول عن شبكات الرصد في المركز الوطني للجيوفيزياء التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية المهندس رشيد جمعة، أن “التنبؤ بالزلازل أمر صعب ولا يمكن لأحد إستباق موعد وقوع الزلزال، حيث يرفض فكرة الحديث عن أن هناك ذكرى سنوية له”.
ويوضح جمعة في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “الزلزال يحدث بشكل آني على نحو مفاجئ لكن يمكن التحضير للكارثة من خلال التوعية لأجل تقليل المخاطر قدر الإمكان، وبالتالي علميًا لا يمكننا القول أن هناك ذكرى سنوية للزلزال إلّا أنه بالتأكيد نحن نستذكر الضحايا التي وقعت والأشخاص التي تشرّدت، لا سيما أن الأثر الوحيد الذي يبقى من الزلزال هو الخسائر البشرية وإمكانية إعادة الحياة إلى طبيعتها”.
ويُشير إلى أن “الزلازل تعيد نفسها خلال فترات زمنية معينة وهناك دراسات علمية في هذا الشأن، إلّا أن الثابت علميًا أن التنبؤ بتاريخ الزلزال ليس ممكنًا”، مشيرًا إلى أن “هناك أشخاصًا تحب أن تثير تفاعلًا على وسائل التواصل الإجتماعي ومن خلال التحذيرات التي تطلقها والتي تأتي في إطار التكهنات ليس أكثر”.
ويلفت جمعة، إلى أن “لبنان يقع في نطاق النشاط الزلزالي وكما نعلم تاريخيًا حصلت زلازل مدمّرة، لكن لا يمكننا تحديد الوقت والزمن الذي يعرضنا لهذا الخطر، وبالتالي كل ما يمكننا القيام به هو أن نقلّل الخسائر قدر المستطاع عبر تطبيق إجراءات السلامة العامة خطط التوعية والبناء وبالطبع هناك أيضًا إجراءات شخصية وتدابير يجب أن تتُخذ على مستوى البلديات والوزارات”.