أكّد الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي, أن “القرار الدولي أُتخذ لانتخاب رئيس للجمهورية دون تحديد أي مواقيت, وبالتالي اللجنة الخماسية قلّعت بشكل لافت, وأزيلت التباينات, فيما السفير السعودي في لبنان وليد بخاري يقوم بدور كبير وبإجماع سائر سفراء اللجنة بما فيهم السفيرة الأميركية ليزا جونسون”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال العريضي: “ذلك يذكرني بالدور الذي اطلع به عميد وزراء الخارجية في العالم الأمير سعود الفيصل عندما قاد اللجنة العربية بعد مؤتمر الرياض عام 1976, وزار لبنان وتمّ الإجتماع في بيت الدين, لتتوقّف الحرب وتدخل قوات الردع العربية, وبعدها تابع مسيرته ودوره لخلاص لبنان عبر اللجنة الثلاثية, إلى أن جاء إتفاق الطائف وأوقف هذه الحرب”.
وسأل: “هل سيتمكّن السفير بخاري بمعيّة سائر أعضاء اللجنة الخماسية من انتخاب رئيس؟, كاشفا ًبأن “اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كان الأبرز, وصريحاً للغاية”.
وقال: “ترقبوا أياماً مفصلية على الخط الرئاسي, لأنه ليس باستطاعة أي طرف أن يعطّل مسيرة إنتخاب الرئيس, ولن يأتي أي مرشح للرئاسة إلا بتسوية دولية إقليمية ومن خلال اللجنة الخماسية”, كاشفاً بأن “هناك لقاء قريب في الرياض بحضور الموفد الفرنسي جان إيف لودريان, ومستشار الديوان الملكي نزار العلولا, وسيتوجّ بزيارة إلى لبنان”.
وأشار إلى أن “أحد سفراء اللجنة وباجماعهم سيفكّك ألغام الإنقسام السياسي بين المكونات الداخلية, لتأمين الأرضية الصلبة لانتخاب رئيس, وأقلّه خلال ثلاثة أشهر المقبلة في حال لم تحصل أي مفاجآت”.
ولفت العريضي إلى أن “الرئيس بري عاد وشدّد على الحوار خلال اللقاء, التي تم رفضه من بعض الأفرقاء, متمنياً الوصول إلى حوار بين سائر المكونات الداخلية لأن ذلك يسهل مسار الإنتخابات, فأكّدت اللجنة له أنها ستأخذ هذه المسألة على عاتقها لتلتقي بمعظم المكونات السياسية الأساسية وبعدها يبنى على الشيء مقتضاه”.
وتابع, “العنوان الأبرز لا مرشحين للجنة الخماسية, ولا حتى فيتو على أي مرشّح, والأمور ستتبلور ليس في وقت قريب, إنّما الدخول في الخيار الثالث هو عنوان هذه اللجنة”.
وأضاف,” قائد الجيش لا زال مرشّحاً, إضافة إلى ان مدير العام الامن العام بالإنة اللواء الياس البيسري, يتماهى مع قائد الجيش, كونه كان في الجيش اللبناني ويتمتّع بالشفافية عينها, إضافة إلى المرشحين الآخرين حيث لا زال النائب غسان سكاف يتواصل مع كافة المرجعيات السياسية والروحية بدعم من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي, والمطران الياس عودة, وسائر المرجعيات الروحية, أي أنه يحمل لائحة بكركي أي في طليعتها النائب نعمة افرام ورئيس جمعية خريجي هارفارد الفخري حبيب الزغبي إلى الوزير السابق ناجي البستاني, وسواهم”.
واستكمل, “ما يعني ان الامور لا زالت مكانها, فاللجنة تعمل على الوصول إلى انتخاب رئيس دون الغوص في الأسماء, وهذه المسألة باتت محسومة, وهذا ما يؤكّده السفير بخاري بمن يلتقيهم, بأن الرياض حريصة على إتمام الإنتخابات الرئاسية, وعدم إنزلاق لبنان إلى أي مخاطر أمنية وسياسية في ظل ما يعانيه من أزمات متراكمة”.
وكشف العريضي, عن أن “المسألة لا تنحصر في رئاسة الجمهورية, بل هناك سعي إلى سلّة متكمالة, أن يتم إنتخاب الرئيس وأن يكون رئيس الحكومة جاهزاً ومن ثم التأليف والشروع بإصلاحات, ليأتي مؤتر الدول المانحة لدعم لبنان, إذا سارت الأمور على ما هي عليه”, مشيراً إلى أن “الرئيس تمام سلام يطرح بشكل كبير لرئاسة الحكومة لخبرته وشفافيته ونجاحه يوم كان رئسياً للحكومة”.
وحول حرب غزة والجنوب, قال العريضي: “هناك ميني غزل بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران, وهذا ما ظهرت معالمه مؤخرا من خلال مواقف مسؤولي البلدين, لكن توقعاتي وفق معطيات ومعلومات, أن القرار متخّذ من وزارة الدفاع الأميركية, لضرب الحوثيين وحزب الله والحشد الشعبي وقواعد إيرانية, وربّما يكون هناك تطور دراماتيكي لهذه الضربات, لأن الرئيس الأميركي جو بايدن, وأمام السباق الرئاسي وتقدم دونالد ترامب لا يمكنه السكوت, لذلك سنشهد تطورات أميركية في المنطقة, وهي بمثابة الزلزال”.
وخلُص العريضي, إلى القول: “قد نصل إلى الحرب الشاملة في لبنان, ولكن هناك مساعٍ ديبلوماسية لتحييد الساحة الداخلية, ولا أكشف سراً إن قلت ان المعلومات المستقاة من جهات ديبلوماسية واستخبراتية أشارت إلى أن فرنسا وألمانيا منعوا إسرائيل من القيام بعدوان كبير على لبنان, والإتصالات لا زالت جارية بهذا الإطار, لكن ستحصل عمليات إغتيال سياسية, وبالتالي لبنان على صفيح ساخن وثمّة مساع لفصل الإستحقاق الرئاسي عن حرب غزة والجنوب, ولذلك لننتظر ونترقّب الأشهر المقبلة التي ستكون حُبلة بالفاجآت من الطراز الرفيع”.