كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
يواصل العدو الإسرائيليّ ارتكاب الجرائم والفظائع في الجنوب اللّبنانيّ، ما يؤدّي إلى سقوط عدد من الشّهداء. لكنّ الخسائر التي تسبّب بها هذا العدوان لا تنحصر فقط في البشر والحجر، بل تتعدّاها لتصل إلى الزّراعة. فاستخدام القنابل الفوسفوريّة أدّى إلى تلف عددٍ هائل من الأشجار المعمّرة والمُثمرة. فما تأثير ذلك على الوضع الزّراعيّ العامّ في البلد؟
يؤكّد وزير الزّراعة في حكومة تصريف الأعمال عبّاس الحاج حسن أنّ ما يحدث في الجنوب يطال جميع اللّبنانيين بأرزاقهم وهو اعتداء على الوطن، مشيراً إلى أنّ “ما يقوم به العدو هو اعتداء واضح وصريح على السّيادة اللّبنانيّة وعلى كرامة اللّبنانيّين وعلى القطاع الزّراعي بشكل عامّ”.
ويكشف، في حديث لموقع mtv، أنّ “أكثر من 45 إلى 50 ألف شجرة زيتون، منها معمّرة، أُحرِقت بالكامل نتيجة إلقاء القنابل الفوسفوريّة من قبل العدو الإسرائيليّ، بالإضافة إلى عشرات الهكتارات من المساحات المزروعة باللّوزيات أو الأشجار المُثمرة، والغابات والمساحات الشّاسعة من الأشجار الحرجيّة”.
ويعتبر الحاج حسن أنّ “هذا الأمر يؤسّس لمشكلة، ليس فقط في شهر آذار المقبل، بل لعشرات السّنوات المقبلة، لأنه لا يمكن تعويض شجرة عمرها 300 سنة مثلاً مهما كان التعويض المادّي للمزارع، إذاً، فإنّ الموضوع معنويّ بامتياز”.
ويلفت إلى أنّ ما يجري لا يؤثّر فقط على القطاع الزّراعيّ في الجنوب، بل سيتأثر بما يجري القطاع الزراعي في لبنان بشكل عامّ، ولكن بطريقة نسبيّة، لأن محاصيل الجنوب لها وضع في وازن الاقتصاد اللّبنانيّ وفي الإنتاج المحلّيّ، وبالتّالي، سيكون الأثر الكبير خلال السّنوات المقبلة، لا سيّما في ما يتعلّق بالزّيتون والحمضيّات والموز والتّبغ”، مشدّداً على أنّه “إذا استمرّ العدون الإسرائيليّ حتّى الموسم المقبل فلن نستطيع حتّى زراعة الأراضي التي كانت تُزرع بالقمح والبقوليات والشّعير”.
ويُشير الحاج حسن إلى أنّ “استمرار العدوان سيؤسّس الى انهيار وإلى مزيد من الضّرر على الاقتصاد اللّبنانيّ من البوّابة الزّراعيّة”.
كيف تُعوّض الوزارة على المزارعين؟ يوضح الحاج حسن أنّ “الوزارة شكّلت لجاناً مشتركة مع مجلس الجنوب المكلّف من الحكومة بمسح الأضرار، وقامت بمسح أوّليّ في الوزارة لكلّ الأضرار في القطاع الزّراعيّ والحيوانيّ، لكن هذا المسح يحتاج الى خبراء على الأرض ونحن بانتظار توقّف العدوان الإسرائيلي حتى يُصار الى المسح العينيّ وتقدير ما يُمكن تقديره للمزارعين”.
ويُضيف: “أطلقت وزارة الزّراعة أيضاً حملة “مكان كلّ شجرة سنزرع 10 أشجار” لنثبت ونؤكّد للعدو الإسرائيليّ أنّنا باقون ومتجذّرون في أرضنا وسننتصر حكماً لأننا أصحاب حق ونحن من يُعتدى علينا”.
وفي الختام، يدعو الحاج حسن المجتمع الدّوليّ إلى “وقف الهمجيّة الإسرائيليّة”، لافتاً إلى أنّ “لبنان يلتزم بقواعد الاشتباك الموجودة، لكن إسرائيل لو أرادت أن تجرّنا إلى حرب فيجب أن نقف في وجه عدوانها”، متمنّياً ألا تنزلق الأمور الى عدوان موسّع لأنّ هذا الأمر سيؤدي حتماً إلى اشتعال النّار في المنطقة كلّها”.