رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض أن “الطرح الأميركي بالدعوة إلى عدم توسعة الحرب، إنما المقصود منه الاستفراد بغزة، وإعطاء الإسرائيلي المدى والغطاء والإمكانات للمضي في معركة غزة لتدميرها بالكامل وإبادة الشعب الفلسطيني، وعلى الجميع أن يقف متفرجاً، وإذا تدخل مؤازراً لغزة، فإن هذا الأمر يُعتبر بالحسابات الأميركية مرفوض وتوسُّع للحرب”.
كلام فياض جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد على طريق القدس محمد حسين مزرعاني ووالدته المحررة من معتقل الخيام الشهيدة ناصيفة مزرعاني، وذلك في حسينية بلدة مجدل سلم الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
وتساءل: “أليس ما قام به الأميركيون والبريطانيون من استهداف لعشرات الأهداف في اليمن هو توسيعاً للحرب، علماً أن هذا الاعتداء جاء رداً على مطلب يمني بفك الحصار عن غزة وإدخال الأدوية والمساعدات والمطالبة بإيقاف العدوان عليها”.
وأردف فياض أننا “أمام سقوط كبير للغرب، وأمام أخطر معالم إنهياره وانحطاطه الأخلاقي المعاصر، فلقد قضى هذا الغرب بقيادة أميركا على كل معنى وقيمة للقانون الدولي والمؤسسات الدولية”.
وتابع، “باتت السياسة الدولية محكومة بازدواجية المعايير على نحو غير منطقي وغير عقلاني ودون أي أرضية مشتركة تقف عليها الأمم والشعوب”.
وأضاف فياض، “لقد أعطى الغرب لإسرائيل حق الدفاع عن النفس بأن تقتل وتجرح عشرات الآلاف من المدنيين العزَّل، والذين معظمهم من الأطفال والنساء، ولكنه لم يعطِ بالمقابل الفلسطيني الحق في الحياة، أو الحق في مقاومة القتل ومقاومة الموت”.
وأشار إلى أننا “نشهد واحدة من أغرب لحظات التاريخ الإنساني المعاصر، ونعتقد بأن ما يحصل سيولِّد جيلاً غاضباً ثائراً منتفضاً ولا حدود لغضبه، فلسطينياً وعربياً وإسلامياً، في مواجهة ما يشهده من غطاء غربي للتوحش الإسرائيلي”.
وتوجّه بالتحية ل”الاخوة في اليمن الذين يكتبون صفحة مشرِّفة في تاريخ هذه الأمة، ويترجمون فيها كل قيم الأخوة الإسلامية والشهامة العربية، والتحية لكل أولئك الذين خرجوا في عواصم الدنيا مؤازرين لغزة في المدن الأميركية والأوروبية وفي أميركا اللاتينية وأي مدن أخرى، ونقول لهم بأننا لا نعادي شعوباً، بل سياسات ظالمة وأنظمة طاغية تعيث في الأرض الخراب والعدوان والفساد”.
وختم: “التحية الخاصة لجنوب أفريقيا التي بادرت إلى مقاضاة إسرائيل في محكمة العدل الدولية، فهذا البلد وقف موقفاً مشرِّفاً من الحرب على غزة، وهو الذي يدرك جيداً معنى المعاناة من الإضطهاد والفصل العنصري”.
وختم فياض مؤكداً أن “المقاومة وحلفاءها ليسوا في موقع ضعف، وإن إسرائيل وحلفاءها ليسوا في موقع قوة، إن الزمن آخذ في التغيُّر، والوقائع في طريقها إلى التبدل، وإن ما يجري يضع من منطقتنا والعالم على عتبة تحولات كبرى وعند منعطف إستثنائي من تاريخ شعوبنا”.