يستمر التصعيد في غزة ولكنه يترافق مع إنسحابات إسرائيلية من بعض المواقع في شمال غزة ويركّز على استهداف خان يونس التي يعتبرها معقل كتائب القسام، فكيف هي الصورة اليوم من هناك وهل ستنجح اسرائيل بتحقيق أي هدف من أهدافها؟
في هذا الإطار, يصف المسؤول الإعلامي لحركة حماس في لبنان وليد كيلاني الوضع حاليا في غزة كالتالي، هناك بعض مناطق الشمال إنسحب العدو منها بعد أن بات يظن أنه إستطاع تقليص قدرات المقاومة وعلى مدى 3 أشهر أثبت عكس ذلك وذلك لأن آخر دفعة صواريخ تطلق من شمال قطاع غزة.
فالعدو، كما يوضح، يركز حالياً على جنوب قطاع غزة وبالتحديد خان يونس، ويعتقد أنها المعقل الأساسي لحركة حماس، لذلك يحاول أن يحشد هناك من أجل أن يسرع بالعملية لأن الوقت ليس لصالحه، هذا ما يحصل تقريبا.
ويؤكد أنه ليس هناك مفاوضات حالياً مع العدو الصهيوني بشأن الهدنة والتهدئة،لا فتاً إلى وصول وزير خارجية أميركا أنتوني بلينكن إلى قطر حيث أجرى مفاوضات مع وزير خارجيتها، لكن لم تتسرّب أي معلومة حتى الآن عن المبادرة التي يطرحها على القطري.
ولكن يشير إلى استياء أميركي من التصرّف الإسرائيلي وبأنه سيكمل بالحرب للأخير، ويود توسيع المعركة، وقال: شاهدنا إعتدائه الأخير في لبنان على الضاحية الجنوبية وبدأ يتمدد شيئا فشيئا في جنوب لبنان وذلك تمثل بإستهدافه اليوم لقيادي في حزب الله وقبل عدة أيام أيضا فهو يود توسيع من أجل جر الأميركي على المعركة.
ويكشف أن الهدف من توريط العدو للأميركي في الحرب على حزب الله لكي يتفرغ هو لقطاع غزة، وكذلك للوقوف بوجه الحوثيين في اليمن وتوريطه أيضاً العراق وبهذه الطريقة إذا تم جر الأميركان على المنطقة فهي ستدخّل بقوتها وبعسكرها وبمالها وبقدراتعا العسكرية بشكل كبير حتى تحافظ على مصالحها في الخليج.
ويعتبر أنه يوجد نوع من السباق مع الزمن فالأميركان يحاولون منع توسيع المعركة ولديهم حرص شديد على ذلك، رغم أنهم شركاء في معركة قطاع غزة وشركاء في الجريمة مع العدو الصهيوني.
وينبّه أن أركان الحرب الصهيونية المتمثّلة بترويكا (يوآف غالانت وبني غانتس برئاسة بنيامين نتنياهو) يتلطون وراء المعركة لأنهم يعلمون أنه إذا توقّفت المعركة اليوم ستبدأ الخلافات الداخلية تكبر في الداخل والإتهامات ستزداد فيما بينهم وسيذهبون إلى أقصى الحدود وقد تنشأ حرب أهلية.
ويشدّد على أن هذا كلام ليس مبالغ فيه لأن الذي يحمي اليوم الكيان الصهيوني هو اليمين المتطرف وكمعظم القتلى في صفوفهم ـ لذلك نتنياهو تحالف معهم من أجل تشكيل الحكومة ولكن الآن أصبحوا عقبة بالنسب لديه متشددين لدرجة أنهم لا يريدون حل بل يودون السير بالحرب للأخير, نتنياهو بحد ذاته يعيش أزمة كبيرة.
أما فيما يتعلّق بالرد على إغتيال العاروري، فيلفت إلى أنها ليست المرة الأولى التي تغتالها إسرائيل شخصية خارج فلسطين، فهي حاولت إغتيال خالد مشعل في الأردن وإغتالت الدكتور محمد البطش في ماليزيا والشيخ خليل في سوريا وأخر الإغتيالات كان الشيخ صالح العاروري ورفاقه لذلك لم يكن الرد خارج فلسطين نهائيا ولا في لبنان ولا بالمناطق التي تم الإغتيال فيها، لذلك ردنا سيكون في فلسطين كما حصل سابقا والمقاومة هي من سترد وليست عاجزة عن الرد في الضفة وفي غزة وفي أي مكان بفلسطين المحتلة.
لكنّه يذكر أن ما حصل بالضاحية وما توعّد به السيد حسن نصرالله يعتبر شأناً خاصاً بالمقاومة وهي إعتبرت ذلك خرقاً لسيادة لبنان ولسيادة المقاومة في عقر دار المقاومة وفي وسط العاصمة ومن حق لبنان الرد، ورأينا رداً أولياً، وكذلك قد يكون هناك ردود أخرى من لبنان ولكن حركة حماس عودتنا أن يكون الرد في فلسطين وبالطريقة المناسبة مع العدو المجرم وبحجم الجريمة.